تواجه الخياطة اليدوية للعباءة النجفية المستمرة منذ 150 عاما خطر الزوال بسبب صعوبات يعانيها صناعها، بعد ان كانت رمزا للاناقة والابهة يرتديها امراء الخليج وزعماء العشائر ورجال الاعمال.
ويقول كاظم (41 عاما) بينما كان يطرز عباءة بخيوط ذهبية «بصراحة، ان العمل شاق ولا يحقق الكثير من المال، ولو كان بامكاني الحصول على وظيفة حكومية لتركت هذا العمل فورا».
ويقع «سوق العبايات» على مقربة من مرقد الامام علي وسط مدينة النجف، لكن التجار هناك لا يبيعون سوى الحلي والالعاب والملابس لآلاف الزوار الشيعة القادمين من ايران. وتوارثت عائلة كاظم حرفة حياكة العباءة عبر الاجيال حتى بات جميع افرادها يلقبون بـ «ابو جنكال»، وتعني باللغة المحلية سنارة الحياكة التي اصبحت في طريقها الى الانقراض.
ويتابع كاظم «ما ابيعه من العباءات حاليا يمثل 20% مما كنت ابيعه قبل عشر سنوات، كانت الاعداد بالمئات لكن اليوم ابيع عشرات فقط».
من جهة اخرى، يقول حسن عيسى الحكيم استاذ التاريخ الاسلامي في جامعة الكوفة القريبة من مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد)، ان «العباءة تمثل هوية المدينة للنجف مركز الاسلام الشيعي في العالم».
ويضيف «كانت العباءة افضل هدية يتم تقديمها للزعماء السياسيين والدينيين الذين يقومون بزيارة النجف».
اما التجار وصناع العباءة النجفية، فيقولون انها «ضحية التبادل التجاري وتغيير قيمة الدينار واعمال العنف» التي اجتاحت العراق خلال الاعوام الماضية.
وفتحت الاسواق العراقية بعد سنوات من الحظر الدولي ابوابها على العالم اثر اجتياح البلاد بقيادة الولايات المتحدة عام 2003، وتم اغراقها بالبضائع المتدنية الثمن.