حذر زعيم ديني كبير في اندونيسيا من تسييس قضية الأحمدية المثيرة للجدل حاليا في المجتمع المسلم في البلاد بشأن وضعها، وقال إن القضية يمكن أن تخلق صراعات طائفية في اندونيسيا.
وقال هاشم موزادي الرئيس السابق لجمعية نهضة العلماء اكبر منظمة إسلامية فى اندونيسيا (60 مليون عضو) إن هذه القضية أصبح يستخدمها ما وصفهم بالانتهازيين من قبل بعض الدوائر وتحريك الناس للغضب واستخدامها كورقة سياسية.
وأضاف في تصريحات للصحافيين امس أن هناك حاجة لكي يعمل الزعماء الدينيون في البلاد على المساعدة لحل هذه القضية وأنه لا ينبغي إثارة التوترات التي يمكن أن تضر بالسلام وبروح التسامح بين اتباع الديانات.
وأكد أنه «على جميع العناصر في المجتمع الاندونيسي أن تنفذ باستمرار المرسوم الوزاري الذي يحدد التعامل مع الاحمدية ويحدد نشاطها، وأن الحكومات الإقليمية مسؤولة عن وقف التوترات بين المؤيدين والمعارضين لطائفة الاحمدية حيث ان هذه الحكومات هي الادرى بمعرفة مناطقهم وكيفية تحقيق التناغم بين مجتمعاتها». يذكر أن جماعة الاحمدية أصبحت قضية مثارة يوميا على كل الأصعدة في اندونيسيا بعد الاشتباكات التي وقعت خلال فبراير الماضي بين اتباعها وما تسمى بجماعات إسلامية متشددة، ما أثار احتجاجات واسعة، إذ طالبت بعض القوى بحظر نشاطها وحلها في بعض الأقاليم والمقاطعات، في حين رأى آخرون الإبقاء عليها كشكل من أشكال الحرية.
وقد استحوذت هذه القضية على اهتمام منظمات حقوق الإنسان الدولية، حيث أدانت الاعتداءات التي تعرض لها اتباع الطائفة الاحمدية.
كما أصدرت السفارة الأميركية في جاكرتا أمس بيانا أشارت فيه إلى أن أعمال العنف الأخيرة الموجهة إلى الأقليات تضر بسمعة اندونيسيا كدولة ديموقراطية تتمسك بتقاليد التسامح والوئام وحماية الحريات لجميع مواطنيها.