أبدى وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودية د.عبدالله الجاسر تذمره من الملاحظات التي سيقت حول تصريح سابق له حول كيفية صرف الأندية الأدبية لدعم العاهل السعودي لها بمبلغ 10 ملايين ريال قبل أن يقول: «كنت أتمنى فقط، ومستعد لسحب أمنياتي، وإذا شاءت مجالس الأندية صرف تلك المبالغ على مكافآت أعضائها والانتدابات والروحات والجيات فلها ذلك».
ولم يخف الجاسر استغرابه لكثرة الاستفسارات حول عدم قيام الوزارة باتخاذ إجراءات رادعة نحو من سموا أنفسهم بـ «المحتسبين»، وأثاروا الجدل خلال بعض أيام المعرض قائلا: «لا أستطيع تجهيز جيش من وزارة الإعلام يلاحق المحتسبين»، مضيفا: «يفترض بكل جهاز حكومي موجود أن يقوم بدوره، وكل الأجهزة أنا أعتبرها متعاونة وقامت بأدوارها».
وتابع: «هناك جهات لها الحق في معاقبة من وصفوا بـ «المحتسبين»، لنكن واقعيين من المفترض أن تقوم كل جهة حكومية بما يخصها»، مضيفا «سياسة الوزارة هي سياسة الدول وليست سياسة مسؤول تنتهي برحيله ليأتي جديد ويغيرها».
وكان الجاسر يتحدث في حوار مفتوح مع المثقفين والأدباء وضيوف وزارة الثقافة والإعلام الزائرين لمعرض الرياض، حيث انصبت معظم الانتقادات على إغفال الوزارة لتطبيق الرقابة على أسعار الكتب، وضيق المساحات المخصصة لمقار الأندية الأدبية، وكذلك غياب صندوق الأدباء والكتاب، وغياب محاسبة من وصفوا بـ «المحتسبين»، بالإضافة للعديد من القضايا الأخرى المهمة.
وقال الجاسر: «نعتبر الأندية الأدبية أذرعا مهنية للوزارة، ونحن نحضر منذ الآن لمؤتمر الأدباء الرابع، ونأمل في أن يكون للأندية دور كبير في تفعيله هذه المرة».
وأضاف: «سنحاول في السنة القادمة إخراج الأجهزة الحكومية التي تشغل مساحات كبيرة لتوفير مساحات لدور عرض أكثر وكذلك للأندية الأدبية».
وعن أسعار الكتب وتعمد بعض الدور رفع الأسعار والتلاعب فيها خصوصا مع قرب نهاية المعرض، قال الجاسر: «نحن نشترط في الأساس خفضها. لكن بعض الدور للأسف تلجأ لوسائل لرفع الأسعار، ونحن لمواجهة ذلك لدينا توجه لتفعيل نظام نقاط بالمعيار الدولي المعروض لمنع استخفاف هذه الدور بالمستهلك والوزارة، وبالتالي سيتم مستقبلا استبعاد المخالفين».
وأبدى الجاسر أسفه لغياب الكثير من الرموز الثقافية لهذا العام حيث اعتذروا حسب قوله لظروف مختلفة.
وعن الانتقادات الموجهة للبرنامج الثقافي، قال: «نحاول كل سنة إشراك مثقفين في تصميم البرنامج».
وحول الدعم المقدم من العاهل السعودي للأندية الأدبية قال الجاسر: «تصريحي كان كأمنيات واقتراحات، هل تريدون أن نتوقف حتى عن الأمنيات نحن تركنا التصرف لمجالس الأندية والمثقفين وهم مؤتمنون، ولهم إذا شاءوا صرف الـ 10 ملايين على الروحات والجيات والانتدابات».
وأضاف: «أتمنى وهي كمقترح أن يكون هناك صندوق للأديب في كل ناد، وأن يخصص جزء بسيط من هذه المبالغ لذلك في حدود 500 ألف ريال مثلا، والأمر متروك لمجالس الأندية»، وتعهد بأن «الوزارة ستقبل ما تجمع عليه مجالس الأندية حول ذلك».
ورد الجاسر على من انتقد تثبيت معرض الرياض الدولي في الرياض بقوله «لقد أسيء فهم تصريح الوزير، فالقصد أن التقييم الدولي للمعرض مرتبط بأنه مقام في العاصمة الرياض على غرار مسمياته في دول أخرى، لذا لا يمكن نقله، هذا لا يعني أن الوزارة لا تدعم وجود معارض أخرى في كل المناطق».
وكشف عن أن الوزارة تدرس خطة لتحديث ودعم المكتبات في المملكة، مؤكدا وجود خطة متكاملة تحت الدراسة حاليا.
وذكر الجاسر كمثال أن بنك الرياض أبلغه أن الزوار سحبوا مبلغ مليون ريال في نصف يوم فقط في بدايات المعرض.
وأفادت مصادر إعلامية في المعرض بأن التردد اليومي على المعرض يسجل معدلا مابين 250 ألفا، إلى 300 ألف، ويتوقع أن يصل سقف المبيعات إلى أكثر من 24 مليون ريال مع اختتام المعرض غدا الجمعة، خصوصا في ظل توقعات برفع كبير لأسعار الكتب من الدور لتحقيق أكبر استفادة مما يعني أن على الوزارة أن تشدد الرقابة على الأسعار.
هذا فيما تعرض البرنامج الثقافي لاعتذارات بالجملة أبرزها اعتذار الغذامي وتركي الحمد وعبده خال بالإضافة لانتقادات أكثر.
وأكدت مصادر من داخل المعرض أن بعض المعتذرين جاء اعتذارهم على خلفية اعتراضهم على عدم مواجهة «المحتسبين».