تكافح اليابان لاحتواء ما يمكن أن يكون أسوأ كارثة نووية يشهدها العالم منذ 25 عاما بعد تعطل نظام التبريد في مفاعلين نوويين جراء الزلزال فيما ارتفع عدد قتلى أمواج المد البحري التي اجتاحت الشمال الشرقي الى اكثر من عشرة آلاف.
دهشة إسترالية
هذا وأعرب الأستراليون العائدون من اليابان الى بلادهم بعد اجلائهم عن دهشتهم من الهدوء الذي اتسم به سكان طوكيو في مواجهة الزلزال، ونقلت أكثر من صحيفة دهشة العائدين من اليابان من هدوء اليابانيين أمام ما وصف بأنه أسوأ كارثة طبيعية تضرب بلدهم.
الى ذلك، قالت المؤسسة الاميركية لرصد المخاطر (ايه آي ار وورد وايد) ان خسائر الزلزال الذي ضرب اليابان قد تصل الى 34.6 مليار دولار.
وقدرت هذه المؤسسة الاميركية الخسائر في الممتلكات الفردية التي يغطيها التأمين بما بين 14.5 و 34.6 مليار دولار. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية عن مسؤول بالشرطة قوله ان اكثر من عشرة آلاف شخص ربما يكونون قد قتلوا حين اجتاحت أمواج المد العاتية التي سببها الزلزال الذي وقع يوم الجمعة وبلغت قوته 8.9 درجات الساحل لتحول بلدات كاملة الى أنقاض.
وعمل المسؤولون جاهدين لمنع الارتفاع الشديد في حرارة قضبان الوقود بالمحطتين اللتين تضررتا من جراء الزلزال بعد تسرب الإشعاع الى الجو. وقالت الحكومة ان مبنى يضم مفاعلا ثانيا معرض لخطر الانفجار بعد أن أطاح انفجار بسقف محطة نووية أخرى في اليوم السابق.
وأثارت الحادثة النووية التي هي الأسوأ منذ كارثة تشرنوبيل عام 1986 انتقادات بأن السلطات غير مستعدة لزلزال بهذا الحجم وللخطر الذي قد يمثله على صناعة الطاقة النووية بالبلاد.
الاسوأ في التاريخ
ووصف خبير نووي أميركي انفجار المحطة النووية بأنه يعد من أسوأ ثلاثة انفجارات نووية في التاريخ وانه قد يتحول الى «كارثة شاملة» في حال انهيار المفاعل في فوكوشيما. وقال جوزيف سيرنشيوني مدير منظمة بلوشيرز فاند التي تعنى بالحد من انتشار الأسلحة النووية في حديثه مع شبكة «سي ان ان» في حال وقفت الأمور عند الحد الذي وصلت اليه مع مفاعل فوكوشيما فإن هذا الانفجار يعد من أسوأ 3 انفجارات في التاريخ الى جانب انفجار مفاعل تشرنوبل عام 1986 وانفجار مفاعل ثري مايل ايلاند في الولايات المتحدة الأميركية عام 1979. فيما أعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو ان الوضع في مفاعل فوكوشيما لايزال خطيرا، موضحا ان بلاده تواجه أخطر أزمة منذ الحرب العالمية الثانية.
وتم إجلاء الآلاف بعد الانفجار والتسرب من المفاعل رقم واحد في فوكوشيما على بعد 240 كيلومترا شمالي طوكيو اذ يعتقد أن هناك انصهارا جزئيا لقضبان الوقود.
وقالت الحكومة إن المهندسين ضخوا المياه من البحر في محاولة الا يتكرر هذا في المفاعل رقم ثلاثة في اعتراف فيما يبدو بأن تحركها امس كان أبطأ من اللازم.
وقال يوكيو ايدانو كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني في لقاء مع الصحافيين «خلافا للمفاعل رقم واحد قمنا بالتهوية وضخ المياه في مرحلة مبكرة». ولدى سؤاله إن كانت قضبان الوقود تنصهر جزئيا في المفاعل رقم واحد أجاب ايدانو «هذا الاحتمال قائم. لا نستطيع تأكيده لأنه داخل المفاعل. لكننا نتعامل معه على أساس هذا الافتراض». وقال ان قضبان الوقود ربما تشوهت جزئيا في المفاعل رقم ثلاثة لكن من غير المرجح أن تكون انصهرت. وقالت شركة طوكيو الكتريك باور (تيبكو) التي تدير المحطات النووية إن مستوى الإشعاع حول محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية ارتفع الى أعلى من مستوى الأمان لكن هذا لا يعني «خطرا فوريا» على صحة الانسان. وقال ايدانو ان هناك خطرا بأن يحدث انفجار بالمبنى الذي يوجد به المفاعل رقم ثلاثة لكن من غير المرجح أن يؤثر على قلب المفاعل. وقالت الحكومة انها تعتزم قطع التيار الكهربائي عن المناطق التي تغطيها شركة تيبكو وتستمر لعدة أسابيع. وقالت وكالة كيودو للأنباء ان الاتصال انقطع مع نحو عشرة آلاف شخص في بلدة واحدة ويمثلون نصف سكانها.
تلوث 22 شخصاً
وقال مسؤول ياباني انه كان هناك 190 شخصا في نطاق عشرة كيلومترات من المحطة النووية حين ارتفعت مستويات الإشعاع وتأكدت إصابة 22 شخصا بالتلوث. وأثارت الأزمة احتجاجات مناهضة لاستخدام الطاقة النووية في أوروبا.
وكوّن ما يصل الى 60 الف شخص درعا بشرية على مسافة 45 كيلومترا في ألمانيا للتنديد بسياسة الحكومة التي تنطوي على تمديد عمل المحطات النووية.
وأمر المسؤولون في اليابان بإخلاء منطقة نطاقها 20 كيلومترا حول المحطة النووية وعشرة كيلومترات حول محطة أخرى على مقربة. وغادر نحو 140 ألف شخص المنطقة في حين استعدت السلطات لتوزيع اليود لحماية الناس من التعرض للإشعاع. وتعرضت الحكومة التي تتولى إدارة البلاد منذ أقل من عامين لانتقادات لأسلوب تعاملها مع الأزمة.
وكتبت صحيفة اساهي عنوانا «إدارة الأزمة غير متماسكة» متهمة الحكومة بأن عملية الكشف عن المعلومات وإصدار التعليمات لتوسيع نطاق منطقة الإخلاء حول المحطة التي تعرضت للعطل كانت بطيئة جدا. وكان هناك اقتراح بتدبير ميزانية إضافية للمساعدة في سداد تكلفة التعافي المهولة لكن الحكومة تقول إن هناك 200 مليار ين (2.4 مليار دولار) كميزانية احتياطية للعام المالي الحالي يمكن استخدامها. وعلى امتداد الساحل الشمالي الشرقي بحث عمال الإنقاذ بين حطام المباني المهدمة والسيارات والزوارق عن ناجين في المناطق الأكثر تضررا مثل سينداي على بعد 300 كيلومتر شمال شرقي طوكيو. وذكرت وكالة كيودو أنه تم إجلاء نحو 300 ألف شخص على مستوى البلاد. وأضافت أن التيار الكهربائي انقطع عن 5.5 ملايين شخص في حين أن 20800 مبنى دمرت او لحقت بها أضرار.
القنصل اليحيى يؤكد سلامة الطلبة والمواطنين الكويتيين قرب السواحل الغربية الأميركية
واشنطن ـ كونا: أكد قنصل عام الكويت في لوس انجيليس عبداللطيف علي اليحيى سلامة الطلبة والمواطنين الكويتيين المتواجدين قرب السواحل الغربية للولايات المتحدة عقب موجات المد البحري العاتية (تسونامي) بسبب الزلزال. وأضاف ان القنصلية تتابع عن كثب مع المكتب الثقافي في لوس انجيليس والسلطات المحلية في الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية من أجل مواجهة أي حالة طوارىء قد تقع. كما دعا الطلبة والمواطنين المتواجدين في تلك المناطق الى عدم التردد في الاتصال بالارقام التالية في حالة حاجتهم لأي مساعدة من قبل القنصلية 0013105560300 و0013106668247 و0013108699995.
كما أطلقت القنصلية صفحة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي يتيح للطلبة والمواطنين في الولايات المتحدة متابعة آخر التطوارات.
تسجيل مصور يوضح قوة أمواج المد
رويترز: اظهرت لقطات مصورة التقطت يوم الجمعة الماضي اللحظة التي ضربت فيها امواج المد مدينة كاميشي الساحلية باليابان.
وامواج المد ليست موجة واحدة، لكنها سلسلة من الموجات التي يمكن ان تصل سرعتها الى الف كيلومتر في الساعة، اي ما يعادل سرعة الطائرة النفاثة. ولا تأتي القوة التدميرية لامواج المد من ارتفاع الامواج ولكن من حجم المياه المندفعة، والامر يكون كما لو ان المحيط يفيض على الساحل ويحطم كل شيء امامه ثم سرعان ما ينحسر.
أميركي ظل يصور موجات تسونامي حتى جرفته
أعلنت السلطات الأميركية وفاة شاب في منتصف العقد الثاني من عمره على شواطئ ولاية كاليفورنيا بعد ان تجاهل كل التحذيرات الرسمية وقرر الذهاب إلى الساحل لمراقبة موجات تسونامي التي وصلت الى الولايات المتحدة بعد الزلزال الهائل شرقي اليابان.
وقال جوي يونغ الناطق باسم الشرطة المحلية ان الشاب ظل واقفا على الشاطئ مع اقتراب الموجات منه محاولا اخذ صور مميزة.
ولم يتحرك الشاب مع اقتراب المياه منه وظل واقفا في مكانه حتى جرفته الأمواج العاتية في طريق عودتها الى البحر متراجعة عن الساحل. وبحسب يونغ فان الشاب الذي لم يتم كشف اسمه كان برفقة اثنين من أصدقائه، وقد جرفتهما الأمواج أيضا ولكنهما نجحا في الإفلات والعودة للشاطئ.
ويبدو ان الخسائر البشرية الناتجة عن موجات التسونامي في السواحل الأميركية اقتصرت على هذا الشاب السيئ الحظ في حين جرى التبليغ عن خسائر مالية أخرى أصابت بعض مرافئ الصيادين.
الغارديان: وزراء اليابان تجاهلوا تحذيرات السلامة الخاصة بالمفاعلات
لندن ـ أ.ش.أ: ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس أن الارتباك الحقيقي بالنسبة للحكومة اليابانية بعد الزلزال لا يتمثل الى حد كبير في طبيعة الحادث ولكن في حقيقة انه تم تحذيرها منذ فترة طويلة بشأن المخاطر التي تواجهها في بناء مفاعلات نووية فى مناطق ذات نشاط زلزالي مكثف. وأضافت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني أن عالم الزلازل ايشيباشي كاتسوهيكو اعلن قبل عدة سنوات بصفة محددة أن حادثا من هذا القبيل مرجح حدوثه وقال في عام 2007 إن مفاعلات الطاقة النووية في اليابان لديها قابلية أساسية للتعرض للخطر الناتج عن الزلازل المدمرة فيما لم تهتم الحكومة وقطاع صناعة الطاقة والمجتمع الأكاديمي بالشكل الملائم بالمخاطر المحتملة التي تشكلها الزلازل المدمرة.
وأشارت الصحيفة الى أن كاتسوهيكو وهو استاذ في السلامة الحضرية بجامعة كوبى القى الضوء على ثلاثة حوادث بمفاعلات في الفترة ما بين عامي 2005 و2007، وأن المفاعلات الذرية في اواجاوا وشيكا وكاشيوازاكي ـ كاريوا تعرضت جميعها لزلازل أثارت هزات أرضية أقوى من تلك التي صمم المفاعل بها للبقاء. وتابعت الصحيفة أنه في حالة الحادث في مفاعل كاشيوازاكي في شمال اليابان اشعل زلزال بلغت قوته 6.8 درجات في 16 يوليو 2007 حريقا اندلع لمدة ساعتين وسمح لمياه مشعة للتسرب من المفاعل الا أنه لم يتم اتخاذ عمل في اعقاب أي من تلك الحوادث رغم تحذير كاتسوهيكو في الوقت الذي تعاني فيه المفاعلات من تدفقات مميتة في تصميمها.
وقالت الصحيفة إن اليابان هي ثالث اكبر مستخدم للطاقة النووية في العالم مع 53 مفاعلا نوويا توفر 34.5% من كهربائها، وأن ثمة خطط لزيادة انتاج الطاقة ليصل ذلك الى 50% بحلول عام 2030.
ونقلت الصحيفة عن كاتسوهيكو قوله إن اليابان بدأت في بناء نظامها للطاقة الذرية قبل 40 عاما عندما كان النشاط الزلزالي في البلاد منخفضا بالمقارنة، واثر ذلك على تصميمات المفاعلات التي لم تتخذ معايير قوية بشكل كاف حسبما جادل عالم الزلازل. وقالت الصحيفة إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعلنت انها تسعى حاليا بشكل ملح للحصول على تفاصيل ما يحدث في مفاعل فوكوشيما النووي، وأن باقي دول العالم ومن بينها بريطانيا التي تعد خطط توسع نووي مهمة سوف تراقب عن كثب ما ستكشف عنه الوكالة.
الصحف اليابانية تنتقد الحكومة
تواجه حكومة ناوتو كان انتقادات لرد فعلها الذي اعتبر بطيئا جدا بعد الانفجار في مفاعل نووي. وكتبت صحيفة «يوميوري» في افتتاحية ان «الطريقة التي قدمت فيها الحكومة معلومات تثير تساؤلات»، واضاف ان الحكومة احتاجت الى خمس ساعات لتقديم كل المعلومات معتبرة انها تأخرت جدا. اما صحيفة «ساسهي شيمبون» (يسار الوسط) فانتقدت بطء تحرك السلطات لتوسيع الدائرة التي يجب إخلاؤها من السكان، وقالت «انه وضع صعب لكن الحكومة يجب ان تكون مسؤولة عن امن السكان بالاستعداد لاسوأ السيناريوهات». من جهتها انتقدت صحيفة «ماينيشي» شركة كهرباء طوكيو بسبب الإجراءات غير الكافية المحددة لهذا النوع من الحوادث وقالت ان «الأمر يفوق التصور». وقد حذر وزير الصناعة الياباني بانري كايدا من ان توقف مفاعلات نووية عدة عن العمل قد يؤدي الى نقص في التيار الكهربائي. ودعت الحكومة المستخدمين وخصوصا الشركات الى خفض استهلاكها الى حد كبير لتوفير الطاقة.