ما رأيك عندما ترى العاملين في المكتب يهرولون وقت الغداء وكل منهم يمسك زجاجة مياه تتسع للترين، بينما يحتاج العداءون الممتازون كمية مياه أقل منها ليقطعوا مسارا يمتد لنحو 42.1 كيلومترا؟ أصبح هذا الأمر ظاهرة أثارت حيرة وقلق إريك سيل الباحث بجامعة ملبورن، الذي حذر في ورقة بحثية نشرت مؤخرا في دورية «مديكال جورنال أوف استراليا» من أن شرب كميات كبيرة من المياه بنفس درجة سوء شرب كمية قليلة من المياه. ويمكن أن تؤدي زيادة السوائل في الجسم إلى حالة تسمى «النشاط المرتبط بنقص الصوديوم في الدم» وهو اضطراب في سوائل وأملاح الجسم، حيث تسفر زيادة السوائل في الجسم عن انخفاض تركيز الأملاح في مصل الدم بصورة قليلة على نحو غير طبيعي. ويمكن ان يؤدي شرب كميات كبيرة من المياه إلى تخفيف الصوديوم المطلوب إلى مستو خطير، ما يسبب القيء والهذيان وأحيانا الوفاة. وبحث سيل وزملاؤه المشكلات الصحية للاستراليين الذين يسيرون عبر ممر «كوكودا ترايل» الذي يمتد بطول 96 كيلومترا إلى منطقة «أوين ستانلي رينج» في دولة «بابو غينيا الجديدة».