- السعودية بدأت فحص الشحنات الغذائية القادمة من اليابان
حذرت منظمة الصحة العالمية امس من ان الإشعاعات التي تم رصدها في الأغذية في محيط منطقة فوكوشيما تمثل «وضعا خطيرا».
وتزامنا مع الإعلان قررت اليابان امس وقف شحناتها من السبانخ والحليب الخام الموجودة في المناطق القريبة من محطة (فوكوشيما) النووية والتي تسربت من بعض مفاعلاتها اشعاعات يخشى ان تكون سممت هذه الاغذية في ظل تنامي القلق حول تلوث الاطعمة والمياه في العاصمة طوكيو.
فيما أفادت المملكة العربية السعودية أنها باشرت إجراء فحص جميع المواد الغذائية القادمة من اليابان كإجراء احترازي.
وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية يوكيو ايدان في مؤتمر صحافي ان الحكومة اليابانية اعطت تعليماتها لاربع مقاطعات من ضمنها مقاطعة (فوكوشيما) بوقف الشحنات من الاطعمة ذات الصلة وذلك بعد ان اظهرت الاختبارات تعرضها لاشعاعات تتجاوز حدود السلامة.
الا ان المتحدث لفت الى ان التلوث الاشعاعي الذي تعرضت له هذه الاطعمة لا يشكل اي تهديد فوري على صحة الانسان داعيا المستهلكين الى التحلي بالهدوء وعدم الهلع خلال هذه الفترة.
وكان قد تم الكشف امس الاول عن احتواء السبانخ الموجود في مقاطعة (ايباراكي) والتي تقع على بعد 100 كيلومترا من المحطة النووية (داي ايتشي فوكوشيما) على اليود المشع بنسبة اكثر من 27 مرة من المعايير القانونية التي تتبعها اليابان.
وفي بكين اعطت السلطات الصينية تعليماتها لسلطاتها المحلية برصد الاطعمة التي تم استيرادها من اليابان.
وذكرت وكالة انباء (شينخوا) الصينية امس نقلا عن (الادارة العامة للتفتيش والحجر الصحي لمراقبة الجودة «يجب على هيئة مراقبة الجودة اختبار ما اذا كانت الاطعمة القادمة من اليابان تحتوي على اشعاعات ام لا وذلك لضمان سلامة الواردات الصينية من الاطعمة».
من جهته اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو امس انه سيتم «بدون شك وبفعالية تخطي» الازمة النووية في اليابان.
هذا وأعلنت شركة كهرباء (طوكيو..تيبكو) المشغلة لمحطة «فوكوشيما» النووية أن بعض العاملين في المحطة تم إجلاؤهم امس إثر تصاعد الدخان من المفاعل رقم(3).
ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه الشرطة اليابانية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان وموجات المد العاتية «تسونامي» التي أعقبت الزلزال الأسبوع الماضي إلى نحو 22 ألف شخص ما بين قتيل ومفقود.
وطغى النبأ على مؤشرات واضحة تنم عن إحراز تقدم في الجهود المضنية لتفادي انصهار قضبان الوقود في مفاعلات المحطة وهو ما يمكن أن يسبب كارثة.
واستطاع المهندسون إعادة كابلات الكهرباء للمفاعلات الست بمحطة فوكوشيما على بعد 240 كيلومترا شمالي طوكيو وبدأوا بتشغيل مضخة للمياه في أحدها لخفض درجة الحرارة شديدة الارتفاع التي سببت أسوأ أزمة نووية في العالم منذ 25 عاما.
وقال بيتر كوردينجلي المتحدث باسم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لغرب المحيط الهادي والمقيم في مانيلا بالهاتف لرويترز «من الواضح أنه وضع خطير».
وأضاف «إنه اكثر خطورة بكثير مما كان يعتقده اي أحد في الأيام الأولى حين كنا نعتقد أن مشكلة من هذا النوع ستقتصر على ما بين 20 و30 كيلومترا... الأسلم أن نفترض أن بعض المنتجات الملوثة خرجت من منطقة التلوث».
وحثت وزارة الصحة بعض السكان قرب المحطة على الا يشربوا من مياه الصنابير بعد رصد مستويات عالية من اليود المشع.
وقال كوردينجلي إنه لا توجد أدلة على أن الغذاء الملوث من فوكوشيما وصل الى دول أخرى.
وقال البنك الدولي الذي أشار الى تقديرات خاصة لتكلفة الكارثة على اليابان تراوحت بين 122 و235 مليار دولار إن الكارثة ستعطل النمو الاقتصادي لليابان لفترة وجيزة قبل أن تنطلق إعادة الإعمار وتعطي للاقتصاد دفعة.
من جهتها أعلنت سويسرا الأحد أنها نقلت سفارتها في اليابان من العاصمة طوكيو إلى أوساكا جنوب البلاد في أعقاب حوادث المفاعلات النووية الكبيرة التي شهدتها البلاد.
وقالت وزارة الخارجية في بيرن إن هذه الخطوة جاءت بسبب «التطورات الغامضة» في منطقة طوكيو الكبرى، ونصحت الرعايا السويسريين بمغادرة مناطق شمال شرق اليابان.
وأشارت الوزارة إلى احتمال تزايد مستويات التعرض للإشعاع مع تغيير اتجاهات الرياح.
في سياق متصل اكد سفير دولة الكويت لدى تايلاند عبداللطيف المواش ان السفارة قامت بمتابعة تأثر تايلند بالاشعاعات الصادرة عن محطة فوكوشيما اليابانية عن كثب حيث قامت بمخاطبة الجهات التايلندية المختصة حول امكانية تعرض تايلاند لخطر الزلزال او الاشعاع النووي المنبعث من المفاعلات النووية.
واوضح السفير المواش امس ان الجهات المختصة افادت بان تايلاند بعيدة عن منطقة الخطر حيث ان المسافة التي تفصلها عن اليابان شاسعة جدا ولم يثبت حتى الآن بان هذه الاشعاعات قد تصل الى تايلاند.
وقال «ان السفارة تحسبا واحترازا لاي احداث طارئة قد تقع في المستقبل من جراء هذا الحادث قامت بانشاء لجنة طوارئ بغرض متابعة آخر التطورات والاحداث ورصد أي حالات قد تتعرض للاشعاع في تايلاند وكذلك التنسيق مع الخطوط الجوية الكويتية وبعض الجهات التايلندية الرسمية والمستشفيات التي يتواجد فيها بعض المواطنين الكويتيين».
واشار المواش الى ان السفارة بادرت باحصاء المواطنين الكويتيين في المستشفيات وقامت بالحصول على ارقام هواتفهم وكذلك تزويدهم بارقام هواتف السفارة واعضائها استعدادا لمواجهة اي احداث طارئة.
واكد سفيرنا لدى تايلاند ان هذه الجهود تأتي بناء على توجيهات من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح.