فيما أصدرت اليابان أمس عددا من التحذيرات المهمة لمواطنيها أهمها عدم تناول الخضراوات كالسبانخ والقرنبيط والبروكلي ومياه الشرب بعد رصد معدلات عالية من الإشعاع فيها، خاصة تلك القادمة من منطقة فوكوشيما. أعلن خبراء أوروبيون ان غيمة مشعة ستصل إلى أوروبا السبت القادم، ونقلت شبكة يورونيوز الإخبارية عن خبراء ان الغيمة غير ضارة بصحة البشر بشكل مباشر.
وفي التفاصيل حذر رئيس الحكومة اليابانية ناوتو امس من مغبة تناول الخضراوات الورقية كالسبانخ والبروكلي والقرنبيط، كما حذرت حكومة طوكيو من شرب المياه من الصنبور بعد رصد آثار مشعة فوق المعدل المسموح به بكثير، واتساقا مع الإجراءات اليابانية بعد التسربات الإشعاعية من مفاعل فوكوشيما أعلنت الولايات المتحدة الأميركية انها ستمنع واردات الحليب والمنتجات الطازجة من المناطق اليابانية القريبة من المفاعل النووي.
هذا وذكرت شبكة «يورونيوز» الإخبارية ان غيمة مشعة غير ضارة وناجمة عن تسرب الإشعاعات النووية في اليابان ستصل الى أوروبا السبت المقبل.
ونقلت الشبكة عن خبراء قولهم ان تلك الغيمة تنتقل عبر المحيط الهادي فالقارة الأميركية وصولا الى أوروبا إلا ان خطرها على السلامة يبدو منعدما بسبب بعد المسافة عن اليابان واكتشفت بعض جزيئاتها في آيسلندا.
وتساور السلطات اليابانية مخاوف من استمرار ارتفاع حرارة قلب المفاعل النووي في محطة فوكوشيما وبالتالي حدوث انصهار للوقود النووي.
ونجح التقنيون باليابان في إعادة التغذية بالتيار الكهربائي الى المحطة إلا انهم لم يتمكنوا من إعادة تشغيل بعض المعدات، لاسيما أنظمة التبريد الضرورية ومن المتوقع ان تصل اليابان معدات ضخ جديدة عملاقة من الصين وألمانيا.
ويقف الشعب الياباني في حال تأهب لاسيما سكان طوكيو البالغ عددهم 35 مليون نسمة والذين أبدوا خشيتهم من ان تنشر الرياح الشمالية التي تهب على المحطة مواد مضرة.
في سياق متصل، قدرت الحكومة اليابانية كلفة الأضرار الناجمة عن الزلزال المدمر والتسونامي الذي أعقبه في 11 مارس بمبلغ قد يصل الى 25 ألف مليار ين (217.4 مليار يورو). وأوضح مكتب رئيس الوزراء ان هذا الرقم يشمل قيمة الأضرار في البنى التحتية والمساكن والشركات في شمال شرق اليابان الذي ضربته الكارثة، مشيرا الى ان هذه الخسائر يمكن ان تؤدي الى تراجع إجمالي النتائج الداخلي 0.5 نقطة مئوية.
لكن الكلفة النهائية للزلزال قد تكون أكبر لأن هذه التقديرات لا تأخذ في الاعتبار تأثير انقطاع التيار الكهربائي في منطقة طوكيو بسبب توقف المحطات النووية والحرارية منذ الزلزال.
إلا ان الحكومة اكدت ان أعمال إعادة الإعمار على ساحل المحيط الهادئ شمال شرق البلاد يمكن ان تسمح بإنعاش النشاط والاستهلاك في الأرخبيل.
من جانبها، تبرعت إحدى الشركات السعودية بشاحنة صينية ضخمة، تحمل مضخة طويلة، للمساعدة في تبريد محطة فوكوشيما النووية في اليابان. وبحسب شركة «ساني» الصينية للصناعات الثقيلة، فإنه كان من المقرر إرسال الشاحنة الى السعودية بعد ان أصبحت جاهزة، غير ان اليابان طلبت من الشركة الصينية إرسال تلك الشاحنة، للمساهمة في تبريد المفاعل، فاستأذنت الشركة من مالكها السعودي الذي وافق على الفور.