أثارت محاضرة قديمة تم استحضارها على موقع «الفيس بوك» للشيخ أبوإسحاق الحويني حول حل الأزمة الاقتصادية بمصر عن طريق «الرق» و«الجواري»، والعودة إلى الجهاد، عاصفة من الانتقادات اللاذعة التي اتهمته بمحاولة أخذ المجتمع إلى عصر الجواري مرة أخرى.
وفيما أثار أنصار الشيخ الحويني على موقع «الفيس بوك» الشكوك حول المحاضرة، أقر الحويني بما جاء بها، واعتبر مصدر سلفي ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ أن استحضارها في الوقت الجاري جزء من حرب تشنها جهات مشبوهة على الحركة السلفية.
وقال الحويني في محاضرته المثيرة للجدل عن الجهاد كونه مخرجا للأزمة الاقتصادية في مصر «هو الفقر اللي إحنا فيه ده مش بسبب تركنا للجهاد؟ مش لو كنا كل سنة عمالين نغزو مرة ولا اتنين ولا تلاتة مش كان هيسلم ناس كتير في الأرض؟»، معتبرا أن الجهاد وما يعقبه من حصول المجاهدين على المغانم والسبايا الحل للخروج من الأزمة.
وأضاف «كل واحد كان هيرجع من الغزوة جايب معاه (يقصد أسرى) تلات أربع أشحطة وتلات أربع نسوان وتلات أربع ولاد، اضرب كل راس في ستميت درهم ولا ستميت دينار يطلع بمالية كويسة»، معددا المزايا الاقتصادية للجهاد. وأبدى الحويني ـ الذي يطعّم محاضراته ودروسه بمثل هذه الممازحات ـ تعجبه من الاتهامات التي توجه للإسلام بإباحة الرق، وأشار إلى أن الإسلام يحض على عتق الرقاب، وأن هناك كفارات مرهونة بعتق الرقاب، كما أكد أن دولة مثل أميركا تحتل وتسترق دولا بأكملها، وطالب في الوقت ذاته بألا يأخذ أحد كلامه من خصومه.
وأثار «فيديو» لهذه المحاضرة عاصفة من التعليقات الساخرة على موقع «الفيس بوك» والمنتديات الاجتماعية، التي اعتبرت ما جاء بها عودة إلى عصر الجواري مرة أخرى. وقال الرحالة الفلسطيني «لا أعرف بماذا سيغزو الشيخ الحويني، هل سيغزو متسلحا بالخنجر اليمني والسيف الدمشقي؟».
وتساءل برعي أبوهجرس عن الدول التي سيغزوها الحويني، وقال «هل ستغزو السويد وسويسرا وتجلب لنا الجواري والغلمان؟».
ومن بين التعليقات الساخرة، ظهرت تعليقات أخرى مؤيدة، اعتبر بعضها كلامه صحيحا حتى لو بدا غير منطقي، وشكك بعض الأشخاص في هذه المحاضرة، مشيرين إلى أن الصوت مركب.
غير أن الحويني أقر بنفسه صحة «الفيديو»، لكنه اعتبر انه في الوقت ذاته «مقتطع من السياق»، وقال «قلت هذا الكلام في محاضرة منذ 18 عاما».
من ناحيته، اعتبر أحد قادة الحركة السلفية بمحافظة الإسكندرية (شمال القاهرة) استحضار هذا الكلام في الوقت الجاري، نوعا من الإساءة المتعمدة.
وقال «هؤلاء يريدون أن يضعونا أمام خيارين، إما التراجع عما نعتقد أو إقصاؤنا من المجتمع، وعندما فشلوا في القضايا المثارة ـ حاليا ـ بدأوا يفتشون لنا في القديم».
ووصف المصدر ـ الذي فضل عدم ذكر اسمه ـ طرح «الفيديو» في الوقت الجاري بـ «الرائحة الكريهة»، وقال «أشتم هذه الرائحة، لأنه لا معنى لاستحضار كلام قيل منذ 18 عاما في هذا التوقيت».
ورفض المصدر في الوقت نفس الجزم بمدى صحة أو خطأ ما جاء به، تاركا هذا الأمر لصاحب «الفيديو»، غير أنه أكد على ضرورة معرفة السياق الذي قيل فيه.
وأوضح أن هناك كثيرا من القضايا الفقهية قد تبدو غير مسايرة للواقع، لكن طالب العلوم الدينية لابد أن يدرسها، فلماذا لا نثير الضجة نفسها عندما يقوم الأستاذ الجامعي بتدريسها لطلابه؟!