في حين تحدثت وسائل إعلام مؤخرا عن سائق حافلة أميركي فقد عمله لأنه دهس عن سابق إصرار وترصد رجل ثلج كان يقف على قارعة الطريق، تعرضت سائقة حافلة ألمانية لانتقادات شديدة أدت لفقدانها عملها بعد ان توقفت في منتصف الطريق لدقائق قليلة من أجل إنقاذ حياة ضفدع.
فبعد ان رأت كريستينا بومرال، وهي فرنسية تعمل في ألمانيا منذ قرابة 15 عاما ضفدعا يعترضها دون ان يدري بالخطر الذي يهدد حياته، أوقفت الحافلة وترجلت منها وأمسكت به ووضعته على الرصيف ولسان حالها يقول «لا تغامر بحياتك مستر ضفدع»، ما أدى الى استهجان بعض الركاب الذين كانوا منزعجين أصلا بسبب تأخر الحافلة لحوالي نصف ساعة.
أسفرت هذه الحادثة عن فصل بومرال بعد ان تلقت شركة المواصلات التي تعمل لديها شكاوى من الركاب المستائين من تصرفها.
وحول هذا الأمر أعلنت الشركة ان كريستينا بومرال لم تفصل من عملها بسبب إنقاذها لحياة الضفدع بل بسبب شكاوى متكررة تصل لإدارة الشركة حولها، مما يشير الى ان الأمر يتعلق بالضفدع الذي قصم ظهر البعير. من جانبها قالت بومرال انها لم تفعل إلا ما أملاه عليها ضميرها، فقد مارست عملها وأنقذت حياة كائن حي، متسائلة ما الذي كان ينبغي عليها فعله في هذه الحالة.
وقد حظيت قضية «الضفدع» الذي اختفى عن الأنظار، باهتمام بالغ من قبل وسائل الإعلام وجمعيات الرفق بالحيوان، التي ساندت كريستينا بومرال ودافعت عن حقوقها، الأمر الذي دفع إدارة الشركة الى إعادة النظر بقرارها والإعلان عن احتمال إعادة موظفتها السابقة الى العمل، «شريطة تغيير سلوكها».
هذا ولم تحدد الشركة ماهية سلوك كريستينا بومرال الذي ينبغي تغييره، وهل يعني انها في حال صادفت في طريقها ضفدعا آخرا ألا تكترث به وتدهسه، أم ان الأمر يتعلق بسلوك آخر فضلت الشركة عدم الإفصاح عنه؟
ومن يدري ربما قررت بومرال التوقف والترجل من الحافلة ظنا منها ان أحدهم تعمد وضع الضفدع في منتصف الشارع ويقوم بتصويرها كما صور أحدهم سائق الحافلة الأميركي، فقررت التوقف كي لا تفقد عملها. وقد علق أحدهم على هذه الحادثة بالقول انه من الوارد ان يكون هذا الضفدع هو ذلك الأمير الذي لم يفلح حتى الآن بلفت انظار الفتاة التي ستطبع قبلة على شفتيه ليعود شابا وسيما فقرر ان يلفت الأنظار بهذا الشكل الصارخ، او ربما دفعه اليأس الى ان يضع حدا لحياته البائسة بعد ان فقد الأمل نهائيا بأن يعود إلى ما كان عليه.