منح البرلمان الأوروبي جائزة أندريه سخاروف لحقوق الإنسان وحرية التعبير إلى امرأتين من الطائفة اليزيدية في العراق احتجزتا في إطار ما يسمى العبودية الجنسية على يد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وناصرتا بعد هروبهما حقوق الإنسان.
وكانت نادية مراد ولمياء حجي بشار من بين آلاف النساء والفتيات اللاتي تعرضن للخطف والتعذيب والاستغلال الجنسي علي يد مقاتلي التنظيم المتشدد الذين حاصروا اليزيديين في قريتهم كوتشو القريبة من سنجار في شمال غرب العراق في صيف 2014.
ويمثل اليزيديون طائفة دينية تجمع معتقداتهم عناصر من بعض الديانات القديمة في الشرق الأوسط.
ويعتبر تنظيم الدولة الإسلامية اليزيديين كفارا.
وقال مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي في مؤتمر صحفي عقب الإعلان عن الفائزتين بالجائزة "هذا قرار رمزي ومهم للغاية لدعم هاتين الناجيتين اللتين جاءتا إلى أوروبا كلاجئتين ووجدتا في الاتحاد الأوروبي ملاذا لهما."
وأضاف أن الجائزة تعني أن البرلمان يدعمهما في نضالهما ليس فقط من أجل الكرامة لكن لتوفير شهادات على الأعمال الوحشية.
وتبلغ قيمة الجائزة 50 ألف يورو.
وسيطر التنظيم المتشدد على سنجار في أغسطس 2014 وقاموا بشكل منهجي بقتل وأسر واستعباد آلاف السكان اليزيديين.
واحتجزت نادية مراد التي يبلغ عمرها حاليا 23 عاما على يد عناصر التنظيم في الموصل لكنها نجحت في الهرب منهم في نوفمبر 2014 ووصلت إلى مخيم للاجئين وفي نهاية الأمر وصلت إلى ألمانيا.
ومنذ ذلك الحين تحولت إلى ناشطة مناصرة لليزيديين وحقوق اللاجئين والمرأة بشكل عام كما شاركت في حملات ضد الاتجار في البشر.
وتحدثت نادية أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن مشكلة الاتجار بالبشر ودشنت الشهر الماضي "مبادرة نادية" لمساعدة الناجين من الإبادة الجماعية.
وتدعو مراد إلى اعتبار المذبحة ضد كثير من اليزيديين إبادة جماعية.أما لمياء حجي (18 عاما) فقد أسرت في نفس الحملة التي احتجزت خلالها مراد وتعرضت للاستعباد الجنسي.
وهربت لمياء في مارس لكنها تعرضت للتشويه وفقدت إحدى عينيها حين انفجر بها لغم أرضي أثناء محاولتها الهرب حيث قتل اثنان من مرافقيها.
وتعيش لمياء حاليا في ألمانيا حيث خضعت للعلاج وتعمل حاليا كمناصرة لليزيديين.
وعثر على مقابر جماعية لليزيديين في منطقة شمالي جبل سنجار التي تم طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها في ديسمبر 2014.
وسيطرت مجددا قوات كردية على سنجار في نوفمبر 2014 في هجوم استمر يومين بدعم من ضربات جوية لطائرات قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال محققون تابعون للأمم المتحدة في تقرير في يونيو إن تنظيم الدولة الإسلامية يرتكب جرائم إبادة جماعية ضد اليزيديين في سوريا والعراق بهدف القضاء على هذه الطائفة الدينية التي يبلغ قوامها 400 ألف شخص من خلال القتل والاستعباد الجنسي وغيرهما من الجرائم.
وهذا التوصيف وهو نادر في القانون الدولي يمثل أول اعتراف بارتكاب جماعة خارج إطار الدولة لجريمة الإبادة جماعية.
وعادة ما يوجه هذا الاتهام إلى دول أو حكومات أو من يمثلها من قوات شبه عسكرية مثلا.
وجائزة أندريه سخاروف لحقوق الإنسان وحرية التعبير منسوبة إلى عالم ومعارض روسي راحل.
وهي تمنح سنويا من جانب البرلمان الأوروبي.
وتم تأسيس الجائزة عام 1988 بهدف تكريم الأفراد والمنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وجرى اختيار نادية ولمياء من جانب شولتز وقياديي عدد من الجماعات السياسية بعد أن كانا ضمن قائمة قصيرة ضمت أربعة مرشحين سياسيين للجائزة.(