- مصادر لـ «الأنباء»: صيغة قيد التداول لوزراء الخارجية تحمي لبنان من الارتدادات: إدانة إيران وأتباعها دون تسمية حزب الله
- الحريري لجنبلاط: نتجه إلى مرحلة سياسية جديدة
بيروت ـ عمر حبنجر
الرئيس سعد الحريري في باريس، كما كان مقررا، وقد وصلها في السابعة صباحا بتوقيت العاصمة الفرنسية ترافقه زوجته لورا، وتوجه الى منزله في العاصمة الفرنسية حيث كان ينتظره وزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتبه نادر الحريري والنائب عقاب صقر، ونجله حسام الذي قدم من لندن.
ولم تقم تشريفات رسمية للحريري في مطار «لابورجيه» المخصص لطائرات رجال الأعمال، ولا أمام قصر الإليزيه، رغم وصفه رسميا برئيس وزراء لبنان، من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبسؤال مصادر متابعة في بيروت ردت غياب التشريفات الى كون الرئيس ماكرون أرادها زيارة صداقة عائلية.
والراهن ان استقبال ماكرون للحريري كان حارا، من حيث إجلاسه على كرسيه المنفرد فيما هو جلس على الكرسي الكبير المخصص للضيوف عادة.
وبعد خلوة بين الرجلين وصلت زوجة الحريري لارا ونجلهما حسام فاستقبلهما مع ماكرون وزوجته على مدخل القصر، وتوجه الجميع لتناول الغداء على مائدة الرئاسة الفرنسية.
وبعد الغداء قال الرئيس الحريري في تصريح بالفرنسية «لقد أظهرت فرنسا دورها الكبير في العالم وفي المنطقة وأكدت ارتباطها بلبنان واستقراره، ومن أجل ذلك كله أقول شكرا للرئيس ماكرون وشكرا لفرنسا».
وفيما يتعلق بالوضع السياسي السائد في لبنان، سوف أتوجه إلى بيروت، في الأيام القليلة المقبلة، وسأشرك في الاحتفال باستقلالنا، وسوف أعلن عن موقفي بشأن كل القضايا بعد المباحثات التي سأجريها مع الرئيس ميشال عون.
وردا على اسئلة الصحافيين كرر بالعربية شكره لفرنسا التي لعبت دورا ايجابيا جدا، في المنطقة، وخاصة على صعيد العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية التاريخية.
وأضاف: «إن شاء الله سأحضر عيد الاستقلال في لبنان، ومن هناك سأطلق مواقفي السياسية بعد لقائي رئيس الجمهورية، وتعرفون أنني قدمت استقالتي ومن هناك، من لبنان نحكي بهذا الموضوع.
والتقى الحريري بعد غداء الإيليزيه فريق عمله السياسي الذي انتقل إلى باريس.
ولاقى وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب عقاب صقر ونادر الحريري الرئيس الحريري الى باريس، وتردد ان عمته النائبة بهية الحريري انتقلت الى باريس للقائه أيضا، وقد أتى نجله الأكبر حسام من لندن، حيث يتابع دراسته الجامعية، في حين بقي ولداه الأصغران: عبدالعزيز ولؤلؤة في مدرستهما في الرياض.
وقبل المغادرة الى باريس، عقد الحريري لقاء مطولا وصف بالممتاز، مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع، حيث تقرر إيفاد السفير السعودي الجديد وليد اليعقوبي الى بيروت غدا الاثنين، في حين طلبت السفارة السعودية في لبنان من رعاياها الزائرين والمقيمين مغادرة لبنان نظرا للأوضاع.
من جهته، رئيس مجلس النواب نبيه بري كرر أمس التأكيد على أهمية عودة الرئيس الحريري الى لبنان سريعا كجرعة حل وطمأنة للجو الداخلي، ونحن ننتظر عودة الحريري لنرى ما لديه.
والمؤكد أن هذه المسألة مرتبطة بموقف لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم، والتي يبدو أنها عولجت بالشكل الملائم بدليل ابلاغ الحريري الرئيسين ميشال عون ونبيه بري عزمه المشاركة باحتفالات عيد الاستقلال يوم الاربعاء. كما أبلغ ذلك الى النائب وليد جنبلاط الذي اتصل به، وقد أبلغه الحريري «بأننا نتجه الى مرحلة سياسية جديدة»، فأجابه جنبلاط قائلا: «متى تحضر نحكي..».
مصادر وثيقة الصلة تحدثت لـ «الأنباء» عن صيغة تسووية يمكن أن تؤمن مخرجا يعفي الاوضاع اللبنانية من المزيد من التأزم، وتقوم الصيغة المتداولة في الكواليس، على أن يتخطى مندوب لبنان قرار الوزراء بإدانة التورط الايراني في الاعتداء الحوثي على مطار الرياض، متضامنا مع القرار العربي، مقابل عدم ذكر اسم حزب الله. الذي هو جزء من السلطة الوزارية والنيابية في لبنان.
المصادر توقعت أن يقبل حزب الله بهذا المخرج، على اعتبار أن موقف لبنان من قرار الادانة، لن يقدم أو يؤخر في حالة الإجماع العربي، فضلا عن مصلحته في المحافظة على الاستقرار الراهن.
وكانت «الأنباء» أشارت الى اتصال مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان بالرئيس ميشال عون، متمنيا الغاء احتفالات عيد الاستقلال يوم الاربعاء المقبل 21 نوفمبر، حال استمرار غياب رئيس الحكومة.
بدوره رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، سأل: في ضوء الأزمة التي هي في بدايتها أليس من الأفضل إلغاء احتفال الاستقلال والاكتفاء بعرض رمزي للجيش في مقر وزارة الدفاع في تحية لجيشنا الباسل؟