يعمل سلفادور ميزا في صنع القيثارات منذ صغره، في مهنة توارثتها عائلته جيلا عن جيل، لكنه لم يعرف في حياته وتيرة عالية من الطلب مثل تلك التي ترهقه منذ صدور فيلم «كوكو» إلى صالات العرض.
يبلغ ميزا من العمر 41 عاما، وهو مقيم في باراتشو في ولاية ميتشواكان في الغرب، وهي تعد العاصمة المكسيكية لآلة الغيتار التي يصنعها هناك حرفيون متخصصون منذ القرن التاسع عشر، ويصدرون أعدادا منها للولايات المتحدة.
ولم تشهد هذه المدينة انتعاشا كالذي تعيشه في هذه الأيام، ويعود الفضل في ذلك إلى فيلم «كوكو» للرسوم المتحركة عن مغامرة مكسيكي شغوف بالموسيقى يسافر إلى بلاد الأموات.
وهذا الفيلم من إنتاج استوديوهات «بيكسار»، وهو يحيي تقليدا مكسيكيا لتكريم الموتى يعود إلى مرحلة ما قبل الاستعمار الإسباني.
وقد حقق فيلم الرسوم المتحركة هذا نجاحا كبيرا في المكسيك ثم في العالم وجمع إيرادات بقيمة 500 مليون دولار.
لكن قيثارة بطل الفيلم ميغيل ليست كالقيثارات المعروفة، بل هي بيضاء اللون وتحمل زخرفات سوداء توحي بما يشبه الهياكل العظمية التي تذكر بتكريم الموتى.
واستوحى معدو الفيلم تصميم قيثارة البطل الصغير من آلة صنعها حرفي من باراتشو هاجر إلى الولايات المتحدة.