لطالما منعت النساء من العمل المنجمي في كولومبيا لأسباب متصلة بخرافات محلية وكان دورهن يقتصر على البحث عن الأحجار النفيسة في وسط بقايا التربة السوداء المتأتية من أنفاق المناجم... غير أن الزمن تغير، وباتت النسوة اليوم يتحدين العقلية الذكورية من باطن الأرض.
وتستذكر روزالبا كانيون البالغة من العمر 63 عاما «الأمل في إيجاد أحجار زمرد هو الذي قادني إلى هنا وقد بقيت في المكان مع الوهم بأن الرب سيضع أحد هذه الأحجار في مجرفتي».
وقد وصلت هذه المرأة ذات الوجه الأسمر بفعل أشعة الشمس في نهاية السبعينيات إلى موزو في منطقة بوياكا شرق كولومبيا، وهي قرية في سلسلة جبال الأنديس تصنف عاصمة عالمية للحجر الأخضر بفضل جودة أحجارها. حينها كان يحظر على النساء النزول إلى أنفاق المناجم لأن العمال في هذه المواقع كانوا يتهمونهن بجلب سوء الطالع.
وكانت الأحجار الكريمة في موزو تثير الدهشة لدى الحضارات في العصر ما قبل الكولومبي. وخلال فترة غزو أميركا، كان الإسبان يبيعون منها وصولا إلى بلاد الفرس كما أن أقساما كاملة من الجبل كانت تدمر بالمتفجرات في القرن العشرين.