نوء الذابح أو سعد الذابح: ومدة هذا النوء هي 13 يوما بدأت من أمس الأربعاء وتستمر حتى يوم 22 الجاري ونوء سعد الذابح يسمى «العقرب السم» وهي العقرب الأولى من فترات البرد.
وهو يمثل أيضا المنزلة السادسة من منازل فصل الشتاء حيث تشتد فيه البرودة وخصوصا آخر الليل كما تكثر هبوب الرياح الشمالية التي تكون محملة في الغبار، ما يعكر الأجواء، كما يكثر خلال هذه الفترة الكمأة (النقع) في الأسواق إذا سقط المطر الوفير في فترة الوسم.
واسم هذا النجم باللغة الإنجليزية dabih وهو عبارة عن نجمين خافتين في الإضاءة أحدهما مرتفع في الشمال، بينما الآخر هابط في الجنود ويوجد نجم صغير بالقرب من النجم الشمالي الصاعد يسمى هذا النجم الصغير الشاة التي يذبحها، وهذان النجمان جزء من مجموعة نجوم برج الجدي الذي تكون نجومه خافتة الإضاءة وعلى شكل مثلث مقلوب رأسه في الأسفل وقاعدته على الأعلى ومنبعج الى الداخل وموقع سعد الذابح في الجهة الغربية من هذا المثلث، ويبعد عن الأرض بنحو 345 سنة ضوئية.
أما عن الظواهر الطبيعية في هذا النوء فنلاحظ اشتداد البرودة وانخفاض درجة الحرارة فيه، وكذلك اضطراب في حالة الجو ووجود المنخفضات الجوية، حيث تهب فيه الرياح الشمالية الشرقية الجافة الباردة، وعادة تكون أشعة الشمس عمودية في هذه الفترة وتكون حارة ويصعب الجلوس تحت أشعتها المباشرة، بينما يكون العكس في منطقة الظل حيث إن مناطق الظل تكون باردة يكره الجلوس فيها.
ويمكن ملاحظة أن طول النهار في أول يوم من هذا النوء هو (11 ساعة و9 دقائق) وأما طول الليل فيبلغ (12 ساعة و51 دقيقة)، أي إن الليل يكون أطول من النهار ويستمر النهار بأخذ 20 دقيقة من الليل حتى يبلغ طوله في نهاية هذا النوء (11 ساعة و29 دقيقة).
وهناك قصة ظريفة قديمة بهذا الخصوص تحكي ان هناك شابا في الجزيرة العربية يقال له سعد بعثه والده في مأمورية إلى أقصى شمال الجزيرة، فأخذ ناقته وتوجه إلى المكان الذي يقصده وفي الطريق هبت رياح باردة جدا على المنطقة في هذه الفترة، فقالت أم سعد لوالده «إذا ذبح سعد عاش»، والمقصود هنا إذا سعد ذبح ناقته فسوف يعيش لأنه في هذه الحالة سوف يذبح الناقة ويخرج أمعاءها ويدخل في داخل الناقة التي توفر له الدفء، فلما عاد سعد من مأموريته سألته والدته ذبحت يا سعد، فقال لها: نعم ذبحت، فسمي «سعد الذابح».
تدخل فترة عقرب السم والنصف الأول من عقرب الدم وفي هذا النوء يبدأ ورق الأشجار في البروز بسرعة كبيرة، أما معدل درجات الحرارة فإنها لا تختلف عن النوء السابق، وتبقى مقاربة له، حيث إن المعدل يكون في حده الأعلى 20 مئوية والحد الأدنى 9 مئوية.
ويقول ساجع العرب:
«إذا طلع سعد الذابح حمى أهله الكلب النابح وتصبح في المرعى السارح».