قال الخبير الفلكي عادل المرزوق ان يوم الأربعاء المقبل 27 سبتمبر الجاري سيشهد تساوي الليل والنهار في الكويت، مشيرا الى ان هذا نتيجة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس. وأضاف ان الموضوع اعادني الى أيام الطفولة وأيام الدراسة، فعندما كنت تلميذا صغيرا في مدرسة عمر بن الخطاب في منطقة القبلة درسنا في مادة الجغرافيا ان دوران الكرة الأرضية حول نفسها يسبب تعاقب الليل والنهار، كما يسبب دوران الكرة الأرضية حول الشمس حدوث الفصول الأربعة، فما كان مني الا أن سألت الأستاذ بكل براءة الأطفال «أستاذ احنا بيتنا الحين بجبلة وباكر يصير في شرق؟»، فرد علي الأستاذ: الأرض تفتر لكن البيوت ما تتحرك، فهذه القصة دائما اتذكرها عندما يأتي الحديث بداية عن تساوي طول الليل والنهار، وكذلك عن الفصول الأربعة المعروفة عند الناس جميعا.
واستطرد: لكي أعطي صورة واضحة عن هذا الموضوع أقول إننا نلاحظ وبصورة عامة أن الناس جميعا يعرفون جيدا كيفية تكوّن الفصول الأربعة، وأن أشعة الشمس هي السبب في ذلك وسوف تتعامد على خط الاستواء في يوم 22/9 (خط الصفر) مسببة فصل الخريف، ثم تتحرك الشمس ظاهريا الى الجنوب حيث تتعامد أشعتها على مدار الجدي الذي يقع على خط درجته (23.5) جنوب خط الاستواء في يوم 22/12 وهو أقصى ما تصل اليه الشمس الى الجنوب مسببة فصل الشتاء، ثم تعود بحركتها مرة أخرى متجهة إلى الشمال حتى تتعامد مرة أخرى على خط الاستواء (خط الصفر) في يوم 21/3 مسببة فصل الربيع، ثم تواصل رحلاتها نحو الشمال إلى يوم 21/6 حيث تتعامد الشمس على مدار السرطان على خط درجته (23.5) شمالا في أقصى مدى تصله الشمس في الشمال، حيث تسبب فصل الصيف.
واستدرك بقوله: لكن بما أننا الآن في شهر سبتمبر، فالذي يعنينا أن التساوي في طول الليل والنهار في الكرة الأرضية في يوم 22/9 يسبب ما يعرف بالأمور الفلكية التالية:
أولا: نهاية فصل الصيف وبداية دخول فصل الخريف.
ثانيا: يسمى هذا التساوي بالاعتدال الخريفي أو دخول فصل الخريف.
ثالثا: يكون تساوي الليل مع النهار في الكويت في يوم 27/9 من كل عام، حيث ستشرق الشمس في هذا اليوم في تمام الساعة الخامسة والدقيقة 39 و6 ثوان صباحا وتغرب في تمام الساعة الخامسة والدقيقة 38 و37 ثانية، أي تجاوزا الساعة الخامسة والدقيقة 39 مساء، حيث يبدأ مع هذا اليوم فصل الخريف، والذي يعتبر من أقصر فصول السنة في الكويت على العكس منه تماما فصل الصيف الذي يعتبر من أطول فصول السنة.
ويرجع سبب التأخر في الاعتدال الخريفي خمسة أيام عن تعامد الشمس على خط الاستواء الى موقع الكويت على الكرة الأرضية، حيث تقع الكويت بين خطي عرض 28.45° و30.05° شمال خط الاستواء وبين خطي طول 46.30° و48.30° شرق خط غرينتش، هذا الموقع يجعل أشعة الشمس تسقط على الكويت وشمال الجزيرة العربية في يوم 22/9 بزاوية سقوط تبلغ بين (59 ـ 60) درجة، حيث يتساوى في هذا اليوم عدد ساعات الليل مع النهار، فتكون 12 ساعة في الليل ومثلها في النهار، وذلك عند خط الاستواء مشكلا بداية أول أيام فصل الخريف في نصف الكرة الأرضية الشمالي وفصل الربيع في نصف الكرة الجنوبي في دول مثل أستراليا ونيوزيلندا.
ويرجع سبب وجود الفصول الأربعة كما ذكرنا سابقا الى ميل محور الأرض الظاهري ودورانه حول الشمس دورة كاملة خلال السنة، حيث يترتب على دوران الأرض حول الشمس في حركتها الظاهرية في الاتجاهين شمالا وجنوبا مرورا فوق خط الاستواء الأرضي مرتين في السنة في يوم 22/9 ويوم 21/3.
ولكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن: هل اختلاف درجة الحرارة التي في الجو هي نتيجة درجة ميل سقوط أشعة الشمس على الأرض؟
الجواب: قطعا لا فدرجة الحرارة في ارتفاعها أو انخفاضها لها عدة عوامل تؤثر بها مثل الموقع الجغرافي والارتفاع عن سطح البحر، فكلما ارتفعنا بمتوسط مقداره 155 مترا فوق سطح البحر انخفضت درجة الحرارة درجة واحدة مئوية وبالإضافة إلى العوامل المناخية الأخرى واتجاه الرياح وسرعتها وكمية الأمطار الساقطة في المنطقة، كل هذه العوامل تؤثر تأثيرا كبيرا في درجات الحرارة.