تحدث معي احد الأصدقاء قبل أسبوعين بانه يفكر في اقتراض 50 ألف دينار ليستثمرها في العقار مع إحدى الشركات، حيث اتصل بي وهو مندفع ليقنعني بأن نتشارك معا في المشروع، فطلبت منه ان يعطيني التفاصيل لندرسها معا، حيث قال لي ان الموضوع يدور حول شركة عقارية رأسمالها عشرات الملايين من الدنانير ومقرها الفروانية «بسرداب»!
واضاف صديقي: تعطيهم 5 آلاف دينار وكل شهر يودعون في حسابك كعائد 300 دينار ويزيد المبلغ كلما استثمرت اكثر، وخلال حواري مع الصديق ذكرت له ان الموضوع مريب من البداية والسبب هو كيف لشركة رأسمالها حسب كلامه ما يقرب من الـ 100 مليون دينار وتتخذ لمقرها مكتبا صغيرا بإيجار رخيص «بسرداب» في الفروانية! أيعقل ان تبحث عن ايجار رخيص؟! بالاضافة الى ذلك كيف لم نقرأ او نسمع عنها؟! فسمعنا عن مطعم يبيع جباتي فتح ولكن لم نسمع عن شركه تبيض ذهبا؟!
وأعود كذلك الى سنة 1995 حيث حاول احد الأصدقاء ذات مرة اقناعنا بان ندخل في استثمار شبيه بالحالي، ولكن لم تنجح الفكرة، ولا هو استغنى، وانتشرت هذه الظاهرة عالميا منذ زمن ولها اكثر من أسلوب كالهرمي وغيره «البونزي»، ولكن تذكرت فيلم عادل امام عندما اراد تأسيس شركة لتبييض الأموال التي سرقها من الحكومة فأسس شركة رمضانكو في أعالي البحار فهي تقريبا تقوم بالنشاط نفسه، وها هو الموضوع يتكرر عندنا من دون رقابة او مسؤولية تجاه الأشخاص الذين يطمحون الى زيادة دخلهم وتحسين أوضاعهم.
والعملية هي «البونزي» اي ان شركة استثمارية تعمل على جمع رؤوس أموال من مستثمرين واقناعهم بانهم سيستثمرون أموالك مع عائد مغر، وما يحدث بالفعل هو انهم يأخذون منك ويعطون المال لآخر من أموالك، وهكذا من غير وجود استثمار حقيقي حتى تكبر الفقاعة وتنفجر في وجه المساكين.
٭ هذه لك، يقول الملياردير العالمي وارن بفت: «عندما ينحسر المد، يظهر من كان يسبح عاريا».
[email protected]
ammarmarafi@