إن التعليم في مرحلة ما بعد الثانوية لا بد ان يكون مختلفا عن المراحل التعليمية التي سبقتها بحيث يكون تأهيل المتعلمة ليس فقط على الصعيد العلمي من خلال مقررات التخصص بل أيضا التأهيل على الجانب المهني والاجتماعي على السواء.
لذا نجد ان الجامعة والتطبيقي تفرض مقررات الزامية خارجة عن برنامج التخصص لجميع الطلبة والطالبات لإعدادهم واثراء معلوماتهم في ميادين مختلفة، إلا ان المقررات التي يتم طرحها ما زالت تقليدية وثابتة لم يتم تحديثها على الرغم من تقدم العلم.
ولأن الطالبات تحديدا في مثل هذه المرحلة العمرية يكن قد اقتربن من سن الزواج والدخول في عالم الأمومة والطفولة لذا أجد أنه من المحبب لو يتم طرح مقرر «أمومة وطفولة» للطالبات كمقرر إجباري بجميع الجامعات الموجودة في الدولة والمعاهد بحيث لا تحصل الطالبة على شهادة التخرج دون ان تكون قد أتمت دراسة هذا المقرر.
وهو مقرر ظريف بحيث يشرح للطالبات مراحل الحمل والولادة والطرق التي تعتني بها المرأة خلال فترة الحمل بنفسها والمأكولات التي تتناولها والتي يجب ان تبتعد عنها، والحالات المرضية التي قد تواجه المرأة الحامل وطرق علاجها.
وأهم الإرشادات الطبية التي لا بد أن تلتزم بها المرأة الحامل لوقاية طفلها من الاعراض الجانبية للحمل، هذا فضلا عن اهم مسببات الإجهاض وكيفية تلافيه وغيرها من الإرشادات التي تساعد المرأة الحامل على العناية بنفسها خلال فترة الحمل.
ثم يتم الانتقال من خلال المقرر الى الجنين ومراحل تطوره ونموه الى أن تتم ولادته وطرق العناية به وهو في ايامة الأولى من خلال كيفية تحميمه والإمساك به وكيفية ارضاعه وعن اهمية الرضاعة الطبيعية للطفل.
هذا فضلا عن التطرق للمشاكل الصحية التي قد تعترض المولود وكيفية تعامل الأم معها وكيفية تحديد الحالة التي يتم فيها مراجعة الطبيب من الحالات التي تكون عارضة وطبيعية ويمر بها جميع الأطفال.
هذا فضلا عن التعرف من خلال المقرر على بكاء الطفل والتمييز بين اذا ما كان بكاؤه من المغص أو المرض او الجوع، وكيفية التفريق بين بكاء الطفل من خلال الصوت وحركات هذا الطفل التي تكون بمنزلة الاشارات لتفهمه والدته وتتمكن من تهدئته لينعم بنوم هانئ.
هذا فضلا عن المرحلة العمرية التي تبدأ من خلالها والدته باعطائه الطعام بأنواعه المهروس ثم الانتقال الى بقية انواع الطعام متى ما ظهرت اسنانه وكيفية التعامل مع الطفل في فترة التسنين وماذا يجب على الأم ان تقوم به للتخفيف من آلام الطفل في هذه المرحلة.
ثم بعد ذلك الانتقال بالمقرر الى فصول أخرى حين يبلغ الطفل عامه الاول وكيفية البدء بتعويدة على الحركة ومساعدته على الوقوف وغيرها من الامور التي تساعد الطالبات على التهيئة المبكرة لهذه المرحلة المهمة في حياتهن والتي سيقبلن عليها يوما ما.
بحيث يقوم باعداد هذا المقرر أساتذة من كلية الطب المتخصصين في الحمل والولادة وصياغة المقرر بما يتناسب مع الطالبات للتمكن من ايصال المعلومات اليهن بالصور والرسومات ليتمكن من استيعاب المقرر والاستفادة منه في حياتهن الزوجية المقبلة.
ان الهدف من تعليم الطالبات بالدرجة الأولى هو اعداد جيل واع من الأمهات متعلمات وعلى قدر من الوعي والدراية للتمكن من ادارة شؤون حياتهن في المستقبل والاعتماد على انفسهن بالدرجة الأولى في التربية، فطالبات اليوم هن أمهات المستقبل اللواتي سينهض المجتمع بسواعد ابنائهن الذين سيقومن بتربيتهم.