اليوم ونحن نواجه تحديات متعددة على مستوى المجتمع بأكمله أصبح من الضروري ان تكون هناك جهة تدرس وضع الأسرة الكويتية، بحيث يتم قياس احتياجاتها، أوضاعها، مشاكلها وطبيعة العلاقات التي تجمع الأسرة فيما بينها لمحاولة وضع حلول لتلافي أي مشكلات قد تنشأ في المستقبل ويكون لها تأثير سلبي على المجتمع برمته.
فلدينا وزارة الشؤون الاجتماعية وهي من مسماها تعطي لنا الإيحاء بأنها الجهة الرسمية في الدولة المعنية بالنواحي الاجتماعية في المجتمع ومن المفترض ان تكون مسؤولة عن الأسرة الكويتية بالدرجة الأولى.
اليوم أبرز الأنشطة التي تقوم بها وزارة الشؤون هي العناية بالفئات الضعيفة في المجتمع وهم الأرامل والمطلقات وأبناء دور الرعاية والمسنين بحيث توفر لهم الدعم المادي والمعنوي والصحي لمساعدتهم على التمكن من العيش بطريقة سليمة وإعطاء انعكاس جيد لوضع بعض الفئات الضعيفة في المجتمع وهو ما يتوافق مع معايير وقوانين منظمات حقوق الإنسان الدولية.
إلا أن وزارة الشؤون لابد أن تشمل جميع الأسر الكويتية بجميع أطيافها فهناك الأسر التي لا تحتاج للرعاية الصحية او المادية ولكنها بحاجة الى الرعاية الاجتماعية لتعزيز القيم التربوية والأخلاقية فيها ودراسة متطلباتها حتى لا تنهار وتصل الى وضع الأسر الضعيفة التي ترعاها.
وقد يكون الحل الوحيد امام وزارة الشؤون هو استحداث ادارة الأسرة الكويتية بحيث يتم تعيين خريجي علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية لعمل الدراسات والأبحاث على الأسر الكويتية وجمع البيانات والإحصائيات التي تستطيع أن تكتشف وزارة الشؤون الاجتماعية أبرز احتياجات الأسر الكويتية سواء أكانت احتياجات مادية أو معنوية ودراسة المشاكل التي يواجهونها ورفع تقارير دورية بانتظام الى مكتب الوزير ليتم عرض النتائج على مجلس الوزراء لمحاولة ايجاد حلول تتماشى وتتكيف مع سياسة الدولة في ان تحيا الأسرة الكويتية حياة كريمة.
والحياة الكريمة ليست فقط بالمال ولكن أيضا بمحاولة ربط أواصر المجتمع الكويتي ببعضه حتى لا تكون بعض الأسر لدينا مصدرة للإجرام أو الإرهاب وغيرهما من المظاهر السلبية التي يدفع جميع اطياف المجتمع ثمنها بسبب بعض الأسر.
نحن تعودنا على إعداد الدراسات ولكن لا نريد لهذه الدراسات ان يتم تحويلها في النهاية لمخازن الوزارة نريد أن تتم ترجمة هذه الدراسات على أرض الواقع بأفعال وقرارات وحلول، البعض وصل به الحد حين يسمع كلمة دراسة احتياجات بات يستهتر بجدية الدراسات أو جدواها ونحن نريد ان نعطي ونحن في عام 2016 انطباعا مختلفا للأجيال القادمة عن اهمية الدراسات ليتم التعاون مع الباحثين وإعطاؤهم معلومات صحيحة وصريحة وواقعية حتى نضع أيدينا على بؤرة الخلل لنتمكن من معالجتها.
فأفلاطون رسم لنا منذ قرون أحلامه في كيفية أن تكون هناك مدينة فاضلة ونحن قد استفدنا منه الكثير وتمكنا من تطبيق الكثير من أحلامه وترجمتها على أرض الواقع ولكننا بحاجة إلى الإضافة الى توصيات أفلاطون وتطوير توصياته لتتماشى مع القرن الذي نعيش فيه فاليوم الشعوب تطورت ووسائل الاتصال تنوعت وقد أظهرت بعض وسائل الاتصال الحديثة الكثير من الإفرازات السلبية والعادات السلبية لدى بعض الأسر والتي بحاجة الى اعادة تأهيل حتى لا تنقل عدواها الى بقية الأسر المحترمة.
ولأن وسائل الاتصال الحديثة اليوم لا يمكننا منعها حتى لا يتم اعتبار الكويت انها لا تتماشى مع حضارة العصر الجديد، فنريد وزارة الشؤون الاجتماعية أن تحاول اعادة احياء العادات والتقاليد الكويتية الأصيلة ودمج الأسر الكويتية فيما بينها لتترابط بصورة أكبر مما هي عليه اليوم والحد من السلبيات المتنامية.