منذ بزوغ فجر الإسلام ونزول الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كرمت المرأة ونالت كل الحقوق التي كانت تنقصها في عصر الجاهلية، ذلك العصر الذي كانت توأد فيه الفتيات الجميلات خوفا من السبي وإلحاق العار بأبيها، ذلك العصر الذي كان ينتشر فيه ختان البنات، ذلك العصر الذي كانت فيه المرأة لا تنال حقها في الميراث، وأمور كثيرة كانت تطول المرأة في عصر الجاهلية فأتى الإسلام ونهى عنها وكرمها لما لمكانة المرأة في الإسلام.
وظللنا على مدار الألف وأربعمائة عام المنصرمة منذ ظهور الإسلام وقضايا أغلب النساء في عصور الإسلام المختلفة كانت تدور وتتكرر حول الزينة، فتجدها تحب العطور والمكياج وإبراز مفاتنها أو سماع الأغاني، وبعد ظهور التلفزيون باتت تشاهد الأفلام والمسلسلات، أو تقضي الوقت في الغيبة والثرثرة، أي ان اغلب النساء كانت الأخطاء التي يرتكبنها متكررة على مدى العصور السالفة، إلى ان بتنا مؤخرا نجد البعض من النساء يخرجن عن طبيعتهن التي خلقهن الله عليها فتعصي المرأة ربها وتتحدى تعاليم الإسلام بما يخالف طبيعتها التي خلقها الله عليها، وقد كانت البداية في المطالبة بالمساواة مع الرجل، أي ان بداية الشرارة التي بدأت بها النساء بتحدي تعاليم الإسلام بصورة واضحة وصريحة ليس في ارتكابها صغائر الأمور كالزينة والمكياج والثرثرة، بل تجردت المرأة من انوثتها وبدأت تطالب بمساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات حتى ان ما يثير الدهشة والعجب هو مطالبة بعض النساء بتغيير قانون الأحوال الشخصية وتغيير تعاليم الإسلام وتحديه فيما يتعلق بالطلاق وغيره، أي الانسلاخ عن الجوهر الرئيسي للإسلام، فمن تطالب بمساواة تامة مع الرجل إنما هي تتحدى الرجل وتقول له أنا أريد حقوقا إضافية، وهي بذلك تتحدى الله- عز وجل- وتخالف المنهج الإسلامي، وهنا تكمن الكارثة.
فبدأت تطل علينا لسنوات مطالبات بحقوق المرأة السياسية وعلى الرغم من أن الولاية لا تجوز إلا للرجل ولا يجوز للمرأة في الإسلام ان تصوت او ان تختار الحاكم، تمكنت بعض النساء وبالتعاون مع غير المسلمين من الضغط على الدولة ونلن حقوقهن السياسية، وطوال السنوات الماضية التي نالت خلالها المرأة حقوقها السياسية، والمتتبع عن كثب لحقيقة الدور الذي تلعبه المرأة في السياسة، وهنا لا اتحدث فقط عن المجتمع الكويتي بل جميع المجتمعات الإسلامية التي اعطت المرأة حقوقها السياسية، أستطيع أن أؤكد أنها فشلت في السياسة، نعم فلم تنجح المرأة على الصعيد السياسي، ولم نشهد لها اي حضور لافت أو دور او تشريع تشكر عليه.
وبعدما نالت المرأة حقوقها السياسية بدأت المطالبات تتجه الى كرسي القضاء، وهنا لنا وقفة، وأنا أدعو من خلالها كل رجل غيور ألا يسمح للمرأة باعتلاء كرسي القضاء لأنه ليس كما السياسة، وفي القضاء لا يوجد المزح الذي نجده في السياسة، ففي السياسة المصيبة اقل كون هناك اغلبية رجالية تتحكم في القرارات، ولكن في القضاء ستنفرد المرأة بمصائر العباد، وهذا الذي لن نسمح به.
أنا امرأة، وأحب أن يكون لي دور في المجتمع لا يخالف طبيعتي الانثوية، أحب ان اكون ناجحة ومؤثرة من خلال الحدود التي اجازها لي الشرع، وقد اخالف بعضها ولكنها لا تضر احد متى ما أذنبت في أمور، فأتحمل وزرها وحدي، وهناك كثيرات مثلي، ولكن مصائر العباد وسلك القضاء خط احمر لا توجد فيه مجاملة، فنريد ان نحصن البيت القضائي من العبث النسائي، فأنا امرأة وأسال الله الا تتسلط علي امرأة يوما ما لأن المرأة وجدت في أصل تكوينها لتربية الأطفال وليس لاعتلاء كرسي القضاء.