برز علم الاجتماع مع بدايات القرن التاسع عشر حيث حمل العلماء آنذاك مسؤولية إضافة حقل معرفي جديد يرمي إلى خدمة المجتمعات على جميع الأصعدة الاجتماعية والسياسية والدينية والفكرية، فقد كان الهدف الرئيسي من وضع لبنات هذا العلم هو الوصول إلى علاقات اجتماعية مثلى ترمي إلى تحقيق الاستقرار في المجتمعات لدرء الفتن والجرائم والحروب وغيرها من الأمراض المجتمعية التي تهدد الأمن الاجتماعي على كل الأصعدة.
وقد انشق عن هذا العلم أفرع علمية فرعية عديدة تدور في خضم هذا العلم ومنها الخدمة الاجتماعية والأنثروبلوجيا وغيرها، إلا ان اليوم وما نشهده من نفور في العلاقات الاجتماعية الإنسانية والتواصل الاجتماعي الطبيعي والتحول للعالم الرقمي بات يتوجب على علماء الاجتماع وضع أساسيات جديدة لفرع جديد من علم الاجتماع وهو «التخطيط الاجتماعي».
حيث منذ بروز علم الإدارة والاقتصاد فقد عهدنا التخطيط الإداري والتخطيط الاقتصادي وغيرها من الخطط التي تتعلق بالمؤسسات وإدارة الأموال ولكن التخطيط على الصعيد الاجتماعي هذا الفرع المعرفي الذي أجده في غاية الأهمية نجده مهملا وقد لا يكترث إليه أحد والأسباب متعددة قد يكون أهمها أنه لا أحد بات يعير العلاقات الاجتماعية أهمية بارزة اليوم سواء على صعيد الأسرة او على صعيد المجتمع وتحولت إلى تواصل رقمي مع شخصيات وهمية غير ملموسة في أرض الواقع فيتواصل معها الجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق الراحة النفسية من خلال التفاعل الاجتماعي.
حيث ان الإنسان اجتماعي بطبعه وهذا بالتأكيد من سمات الإنسان الطبيعي في الغالب باستثناء الذين يعانون لأسباب خارجة عن إرادتهم من الوحدة والانطوائية بحيث قد يكون سببها نفسيا نتيجة الاكتئاب أو سببها رفض الأقران وهذه تخص النساء للمرأة الجميلة فتجد أن عائلتها أولا ثم مجتمعها المحيط بها يرفضونها ويرفضون التواصل معها بسبب جمالها، وهنا بالتأكيد الحديث عن فائقات الجمال المتفق عليه وليس الجمال المصنع أو النسبي أيضا قد تنشأ العزلة الاجتماعية لأسباب سياسية فتجد أن المحيط بهذا الفرد يرفضونه لأنه يخالف توجهاتهم الاعتقادية، فمخالفة الجماعة للرأي السياسي أو الديني غالبا ما يتسبب في النفور الاجتماعي ممن يخالف الآخرين بمعتقداتهم.
وهنا يبرز دور التخطيط الاجتماعي بحيث يبرز هذا العلم لمساعدة المنبوذ اجتماعيا بسبب جماله او معتقداته بالبحث عن العائلة البديلة وأقران جدد يتكيف معهم اجتماعيا بحيث على سبيل المثال المرأة الجميلة عليها متى ما وجدت نفور عائلتها منها او صديقاتها بسبب جمالها ان تبحث عن أصدقاء يوازونها بالجمال والثقافة والعلم فالتكافؤ في الصداقات والعلاقات الاجتماعية هو الذي يحقق النجاح الاجتماعي. من جانب آخر من يرفض لأجل معتقداته عليه الا ينزوي ويشعر بخيبة الأمل والاكتئاب ويشكك في آرائه بل عليه بالبحث عمن يوافقونه بالرأي والتوجه، فالمهم أن يكون هناك تفاعل اجتماعي متكامل لتحقيق علاقات اجتماعية متنوعة.
وعلى غرار التخطيط المالي والإداري لا بد ان يضع علم الاجتماع أساسيات للتخطيط الاجتماعي لتعم الفائدة الاجتماعية وتحقيق التكيف والسعادة فالمرء بالتأكيد لا يستطيع ان يجلس وحيدا. وجرائم البعض تجاه المميزين هذه بالتأكيد ليست وليدة الساعة بل منذ الأزل ونجد ان المميزين دائما محاربون بداية من عائلاتهم ثم من بعض أطياف المجتمع.
لذلك التخطيط الاجتماعي هذا العلم لا بد ان يضع الحلول البديلة في كيفية الحصول على عائلة بديلة وأقران وأصدقاء جدد ويتكيف معهم ويتفاعل، واليوم أمرها بات سهلا في ظل وجود النوادي الثقافية والجمعيات النسائية والرجالية ودور تحفيظ القرآن ومراكز تلقي الدورات العلمية سواء في اللغات أو الكمبيوتر وغيرها من مراكز التدريب الأهلي تمكن المرء من سرعة الوصول إلى عائلات جديدة وأصدقاء جدد ولكن الخطوات لا بد ان تكون مدروسة.