كثيرة هي المنظمات حول العالم سواء أكانت عربية إسلامية او غير ذلك، وكثير ما تعقد العديد من المؤتمرات الثقافية، فتطرح المشكلات والحلول الممكنة من قبل المختصين ولكن دون الاعتناء بالأثر المترتب والنتائج.
فمنذ عام 1970 تأسست المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو) التابعة لجامعة الدول العربية، وهي منظمة ثقافية عربية تعنى بالثقافة العربية والإسلامية إلا أن الدور الذي تلعبه اليونسكو لم تتمكن الأليسكو من اللحاق به والأسباب كثيرة وقد يكون أهمها نتج بسبب تكاسل علماء العرب والمسلمين في دعم المنظمة بالبحوث والدراسات والعمل الجاد للنهوض بالدور الهادف الذي تؤول لتحقيقه هذه المنظمة.
لن ندخل في تفاصيل عدم بروز دور لامع للأليسكو حتى يومنا هذا، ولكن ما نرمي ونطمح إليه هو النهوض بدورها لخدمة القضايا التي أنشئت لأجلها، فعلى سبيل المثال بات من الضروري أن يتم تكثيف عقد المؤتمرات والأخذ بالتوصيات فيما يتعلق بتعريب العلوم ونشر دراسات علماء العرب والمسلمين باللغة العربية، بحيث من الضروي ان يودع الباحثون من دول اعضاء هذه المنظمة نسخة من جميع الدراسات التي نالوا على أثرها شهادات الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه باللغة العربية لدى المنظمة حتى ولو كتبت بلغات أجنبية اخرى، فهذه في النهاية أبحاث ودراسات قام بها عرب ومسلمون من الضروري ان توضع في سجل الأليسكو لدراسة المستوى الثقافي والعلمي والتربوي الذي وصل إليه مواطنو الدول الأعضاء للوقوف على نقاط الضعف والقوة لديهم وكذلك لإضافتها لرصيد علماء المسلمين.
الأمر الثاني والأهم ألا وهو تكثيف نشاط الأليسكو على الصعيد الدولي للتخلص من ظاهرة «الإسلاموفوبيا» والتي بات يتأثر بها المسلمون قبل غيرهم نتيجة الأعمال الإجرامية التي ارتكبت من اعداء الإسلام تحت راية واسم الإسلام.
إن جميع التنظيمات الإرهابية التي ظهرت وستظهر ما هي إلا صنيع أياد ترمي إلى تشويه صورة الدين الإسلامي وترهيب الأفراد من اعتناق الدين الإسلامي والحد من انتشاره وهدم أساسيات أركان الدول الإسلامية الحالية بالإجماع والخروج عن تعاليم الدين الإسلامي وما جاء به من اركان وأحكام شرعية متعددة في كل الجوانب سواء كانت عبادات أو معاملات وأحكاما وتعاليم القرآن الكريم.
فقد تمت الإساءة لديننا الإسلامي لعقود طويلة بتصويره بأنه دين القتل وسفك الدماء، دين لا سعادة فيه فيصور لمن يعتنقه بانه سيحرم من ملذات الحياة على غرار ما جاء به. وهو دين ينعم معتنقوه بالكثير من الخيرات والبركة فيكفي أن صلاة واحدة متى ما واظب الفرد عليها تنفي عنه أكثر الظواهر وأشدها أثرا على الأفراد ألا وهي الفقر، وهذه الصلاة هي صلاة الفجر لمن يواظب عليها فكيف بمن يلتزم بجميع الفروض؟!
خيرات كثيرة يحملها الإسلام لمعتنقيه، فلو نظرنا إلى القرآن الكريم وآياته ففيه السكينة والطمأنينة والشفاء بإذن الله من الأمراض وهي التي تحمي حياة الأفراد، فلو درسنا عدد حالات الانتحار المسجلة حول العالم فلن تجد بينها تاليا لكتاب الله ومطبقا لسنة رسوله عليه صلى الله عليه وسلم.
لن اكثر من الخوض في فضائل الدين الإسلامي وشواهد الحياة الطيبة التي يحياها المسلمون الذين يطبقون الإسلام كما حمله الرسول صلى الله عليه وسلم وكما جاء في القرآن الكريم فهذه تؤلف عليها مؤلفات وهذا الدور يقع على عاتق الأليسكو.
فظاهرة الإسلاموفوبيا لابد أن يتم الحد من تناميها سواء أكان بين المسلمين او غيرهم، والهدف من الحد من هذه الظاهرة سيعود بالنفع على الأفراد الآخرين، فمن لا مشكلة له مع الدين الإسلامي وينعم ببركة الرب فهذا بالتأكيد غير معني، ولكن من بات الإسلام والمسلمون يشكلون له مصدر قلق هنا يظهر دور الأليسكو لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام.