لقد حققت الدولة تقدما رائدا في تخصص علوم المكتبات والمعلومات، فهي تعتبر من أولى الدول الخليجية التي أدرجت تخصص المعلومات والمكتبات ضمن التخصصات العلمية في كلياتها بحيث كانت بداية التخصص في إنشاء قسم المكتبات في كلية التربية الأساسية، بحيث كانت تمنح درجة الدبلوم الفني لخريجي هذا التخصص، ثم بعد أن تم تحويل كلية التربية الأساسية لنظام البكالوريوس تم منح درجة البكالوريوس لتخصص المكتبات والمعلومات ومؤخرا بات هناك تخصص فرعي لتخصص المكتبات في جامعة الكويت.
هذا فضلا عن منح درجة الماجستير في تخصص علوم المكتبات والمعلومات في جامعة الكويت للمتخصصين وغير المتخصصين في المكتبات بحيث ضم قسم ماجستير علوم المكتبات في جامعة الكويت العديد من الطلبة من التخصصات الأخرى ليكملوا درجة الماجستير في علوم المكتبات لما لهذا التخصص من أهمية على الصعيد العالمي.
وهذا كان على الصعيد الأكاديمي لتخصص المكتبات والمعلومات، إلا انه على الصعيد المهني مازال تطوره محدودا، فعلى الرغم من أن كل وزارة اليوم لديها مكتبة فنية متخصصة وهناك خريجو مكتبات يعملون في هذه المكتبات بالإضافة إلى المكتبات العامة إلا أن التطور المهني للتخصص ما زال محصورا في تقديم اخصائيي المعلومات خدمة الإرشاد المكتبي للمعلومات التي يسأل عنها رواد تلك المكتبات ومراكز المعلومات.
وعلى صعيد آخر، فإن التخصصات المهنية لهذا التخصص لم تفعل بعد ولم تبرز بشكل فاعل لتعم الفائدة العلمية من هذا التخصص وتحقيق أبعد مدى لأهدافه، فعلى سبيل المثال يدرس الدارسون لتخصص المكتبات والمعلومات في السنة الدراسية الأولى تقييم الموسوعات ضمن مادة مصادر المعلومات بحيث يمضي الطلبة ساعات في تقييم الموسوعات سواء العربية أوالأجنبية وحين ينتقلون لسنة التخرج يدرسون تقييم الموسوعات الإلكترونية الأجنبية والعربية على السواء.
وعلى الرغم من المجهود العلمي الذي يبذله الطلبة إلا أن الخبرات التي يكتسبونها في هذا الجانب لم يتم الاستفادة منها على الصعيد المهني بحيث من الضروري أن يتم تحديد لائحة من قبل ديوان الخدمة المدنية لتنظيم طبيعة عمل اخصائي المعلومات لتشتمل على إنشاء موسوعات علمية فنية في كل مكتبة على حدى لخدمة أهل الاختصاص وتيسير عملية الوصول للمعلومات والمشاركة في تقديم بيانات علمية دقيقة تساهم في خدمة الدراسات الإحصائية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أنه من الضروري أن تكون هناك موسوعة طبية تخدم العاملين في مجال الطب وتكون بالتنسيق والتعاون بين الأطباء والممرضين وجميع العاملين في التخصصات الطبية في وزارة الصحة لحصر الأمراض ومسبباتها وطرق علاجها على أن تشتمل على إحصائيات دقيقة تخدم الأطباء وتساعدهم في تشخيص الأمراض والاستفادة من الخبرات الطبية وتوثيق خبرات الأطباء لتستفيد منها الأجيال القادمة حتى يتم حفظ هذه الخبرات وتوثيقها على أن تكون هذه الموسوعة ورقية وإلكترونية على السواء.
وكذلك الأمر يندرج على بقية قطاعات الدولة بما في ذلك وزارات الأشغال والكهرباء والماء والنفط وغيرها من قطاعات الدولة بما فيهم أيضا مؤسسات البترول والبلدية وغيرها فحتى على الصعيد العسكري فمن الضروري أن تكون هناك موسوعة عسكرية تخدم العسكريين كل في مجالهم سواء كانوا على الصعيد الدراسي في الكليات العسكرية أو على الصعيد المهني للضباط وغيرهم.
وعليه فإن مساهمة اخصائيي المعلومات في العمل على تصميم وإنشاء مثل هذه الموسوعات تعمل بدورها على تعزيز الجانب الثقافي والعلمي للعاملين في قطاعات الدولة وهي بدورها تيسر أيضا على الباحثين من سرعة الوصول للمعلومات وحفظها وتجميعها في مكان واحد وقد تكون وزارة الأوقاف الوحيدة تقريبا النشطة في هذا الجانب بحيث أصدرت الموسوعة الفقهية التي تعتبر مرجعا لكل الباحثين على الصعيد الديني.