أين وصل العلم الحديث؟ وما آخر الأبحاث العلمية؟ سؤالان غالبا ما يتبادران لذهن أي قارئ حين يمسك بأي صحيفة يومية حيث لا نجد في صفحة «الخارجيات» في كل الصحف سوى صور القتل والدمار الشامل ولكن ما المستجد من أبحاث العلماء حول العالم غالبا ما يتم تجاهلها.
فعلى سبيل المثال، القارئ مغيب تماما عن نتائج الدراسات العلمية الحديثة وما استجد على الصعيد العلمي، نريد ان نعرف نتائج الأبحاث، فليست دائما الدوريات العلمية متاحة للقارئ، بل لابد ان يتم نشر نتائج الأبحاث للتمكن من المحافظة على الصحة العامة.
ففي مقاعد الدراسة يتم تدريس الكثير من العلوم المختلفة، ولكن هذه العلوم إذا لم تتم قراءة أخبارها باستمرار ومتابعة ما استجد من نتائج الأبحاث فبالتأكيد فإن كل ذلك الرصيد العلمي الذي تعلمه الطلاب سيمحى من الذاكرة ولن يتمكن الباحثون من تطوير العلوم المختلفة.
فحين كنا أطفالا في المدارس درسنا الكثير في الكيمياء والفيزياء والأحياء والكثير من المعلومات المهمة، ولكن ما الجديد الذي طرأ؟ ولنا مثلا موضوع بخار الماء فدائما يتم التركيز عليه في جميع المواد العلمية وفي شتى المراحل، ولكن ألا يخطر لنا وماذا عن بقية الأبخرة الخاصة بالسوائل، فالعلماء فسروا لنا جزيئات الماء وحللوا الأبخرة المتصاعدة من الماء وحده، ولكن لم يتم إيصال معلومة أبخرة بقية السوائل إلينا، فنريد ان نعرف ما طبيعة الأبخرة المنبثقة عن الشاي والقهوة والحليب وكل السوائل الأخرى التي يتم غليها، وبالتالي ما أثرها على صحة الإنسان، فالبعض ومن خلال التجربة العملية لها مضار على البشرة على سبيل المثال ولكن ما أسبابه ؟
اليوم لدينا معهد الكويت للأبحاث العلمية وقد أحرز تقدما ملموسا على صعيد الأبحاث، هذا بالإضافة إلى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، فأجد من الضروري أن تسدل الستار عن نتائج ما توصلوا إليه من أبحاث وأن يؤخذ بالتوصيات التي تضعها هاتان المؤسستان تحديدا وأن تنشر باستمرار للثقافة العامة.
وبذلك نحن نريد من هاتين المؤسستين أن تبحث في كل الظواهر العلمية كـ«أبخرة المشروبات» فهذه لابد ان توضع في الاعتبار حتى تتمكن الدولة من تحقيق نقاط متقدمة على الصعيد العلمي.
فليس من الضروري كما ذكرنا مرارا وتكرارا أن نستورد العلم بل لابد ان نصدره للخارج، نريد من علمائنا الذين صرفت الدولة عليهم مبالغ طائلة للنهل من بحر علوم المعرفة في الدول الغربية، أن يساهموا في نهضتنا على الصعيد العلمي، وإلا فما فائدة كل تلك المبالغ التي انفقت عليهم في البعثات الخارجية؟ فالدولة لم ترسل الطلبة لإكمال الدرجات العلمية العليا كالماجستير والدكتوراه، وذلك حتى يعلق الدكاترة بعد حصولهم على الدرجة العلمية الشهادة على الحائط، ثم بعد ذلك يلتحقون بسلك التدريس ويصبحون مدرسي جامعة وانتهى.
إن التفكير بهذه الطريقة من قبل الأساتذة لدينا سيسفر عن كارثة علمية لديهم، فالبعض حصل على شهادة الدكتوراه في كثير من العلوم الصحية والفيزيائية والرياضية والكيميائية، فأين هي أبحاثهم المستمرة ونتائج الدراسات التي قاموا بها ؟
بالنسبة إلي تتلمذت على أيادي أساتذة كويتيين في مختلف مراحل حياتي العلمية ومازلت وأعرف تماما ان العقل الكويتي عقل مفكر وهذا ما علمونا إياه في مختلف مراحل دراستنا ولكن بعد ان كبرنا اختفى هؤلاء المدرسون ولم نسمع لهم عن بحث علمي مميز نفخر به.
إن العلم لا يتوقف عند مرحلة معينة فمادام الإنسان حيا يرزق فعليه ان يتعلم ويعلم، يفيد ويستفيد وأن يساهم في بناء نهضة الكويت، ذلك الوطن الغالي الذي لابد ان نرفع رايته.