أتى يوم الفرح من جديد يوم استقلال الدولة، ذلك اليوم الذي حصلنا فيه على كامل استقلالنا مع تمتعنا بالسيادة الكاملة وهو الذي يمثل في مجمله العزة والكرامة لكل مواطني الدولة، ذلك اليوم الذي تم الاعتراف به من قبل العالم أجمع بأن الكويت دولة مستقله حكمها ذاتي وليست تحت وصايا أي كان.
إن توالي مثل هذا اليوم لأكثر من نصف قرن من الزمان يجعل التحديات أمامنا كمواطنين في غاية الأهمية وذلك لأن المسؤولية اليوم ملقاه على كاهل المواطنين الأحياء والأجيال القادمة، في كيفية حماية الكويت وصون استقلاليتها والحفاظ على كرامتها وسيادتها بين سائر دول العالم لتكون واقفة بصف مواز مع جميع دول العالم.
وهذه بالتأكيد لن يأتي من خلال الجهود الفردية وليست تعني فئة دون أخرى بل تعني الأمة الكويتية مجتمعة بأن نتفق فيما بيننا على أن نحافظ على كرامة وسيادة دولتنا من اي وصايا ومن أي احتلال فنحفظ الدولة ونفديها بأرواحنا فلا شيء اغلى على الإنسان من وطنه فدون الوطن لا يملك الفرد منا كرامة وعزة تجعله يشعر بالاستقرار والسكينة، فيكفينا فخرا ان نكون كويتيين نعمل من اجل إعمار بلدنا الكويت من خلال روح التعاون المشترك وحب بعضنا البعض وتكاتفنا من اجل نهضة بلدنا.
وأجد أن كل مواطن في مثل هذا اليوم لابد أن يقسم هذا القسم «أقسم بالله العظيم ان اكون مخلصا للوطن والأمير وأن احترم الدستور وقوانين الدولة» فهذا القسم لا يعني الوزراء والمسؤولين وحدهم بل يعني جميع المواطنين فلن نتمكن من نبذ مشاكلنا والقضاء على كل الصور السلبية المتفشية في بعض الأحيان دون أن نكون أقسمنا على النزاهة والإخلاص واحترام الدولة والوفاء والإخلاص لسمو الأمير وتطبيق قوانين الدولة وأن نجعل الله بين أعيننا، حينها فلن نجد أي خائن بيننا متى ما بدأنا بأنفسنا وكنا على يقين تام بأن أي خيانة للوطن سيراها الله أولا دون السلطات المعنية في الدولة فخشية الله تجعل منا مواطنين مخلصين لبلدهم يعمرونها ويذودون عن مصالحها.
البعض يردد كثر الفساد وكيف نقضي على الفساد وكيف نعالج مشاكلنا المتفاقمة على مر الزمان وهذه خصيصة متوارثة بين سائر الأمم والشعوب فمادام الخير موجودا بالتأكيد فإن نقيضه موجود ألا وهو «الشر»، لذلك فالسبيل الوحيد للقضاء على كافة المشاكل التي نعاني منها تكون بأن يصلح كل منا ذاته فلنبدأ بأنفسنا وحينها بالتأكيد سنقضي على الفساد.
إن مثل يوم 25 فبراير مناسبة عزيزة علينا حين نحتفل بيوم الاستقلال وشاء القدر أن يكون اليوم الذي يليه ألا وهو 26 فبراير يوم التحرير من الغزو الصدامي البائس وهذا اليوم تحديدا فلنجعله ذكرى وعبرة كي لا ينسى أي كان منا كيف كادت الكويت يوما ان تضيع بسبب أطماع وحقد وأضغان على شعب الكويت الكريم وحكامها.
أي نعم ان يوم 26 فبراير هو يوم التحرير ولكن هذا اليوم كم من الأرواح التي فقدناها في سبيل الدفاع عن كرامة الوطن واستقلاليته فلا ننسى شهداءئنا الذين وارى الثرى جثثهم الملطخة بدماء الحرية فهؤلاء قتلوا لأجل كلمة حق في وجه معتد آثم وفاجر اغتصب ارض الكويت واستولى على ثرواتها وأهلك الحرث والنسل ولأن الله لا يحب الفساد فانتصر الخير على الشر ولكن بعد أن قتل من قتل، وبعد ان تشرد شعب بأكمله بين مختلف بقاع العالم، وبعد أن كانت الكويت في شهر فبراير ساحة حرب شهدها أطفالها آنذاك الذين كان الموت قريبا منهم في كل دقيقة.
فاليوم وبعد أن أنعم الله علينا بالحرية والاستقلال والانتصار فلنترجم في مثل هذه الأيام السعيدة مشاعرنا الجميلة بخطوات في طريق الإصلاح.