غالبا ما تكثر شكاوى المواطنين من الخدمات المقدمة اليهم سواء أكانت تعليمية أو صحية وفي الغالب ما يقع وزير الصحة في مآزق سياسية نتيجة الإرث الذي حملته هذه الوزارة من أخطاء غالبا ما يتحملها وزير الصحة.
اليوم وزارة الصحة بدأت تجدد دماءها وبدأت تخطو بخطوات جادة نحو طريق الإصلاح ولنا على سبيل المثال مباني المستشفيات الجديدة التي تم افتتاحها فهي على قدر كبير من التطور والنظافة وتتمتع بجودة الخدمة أسوة بالمستشفيات الخاصة، بل في كثير من الأحيان نجد أن مستشفيات الحكومة تعالج الأخطاء الطبية التي تنتج في العلاج في المستشفيات الخاصة فتعالج في الحكومة نظرا لجودة ودقة الأجهزة وكفاءة الطاقم الطبي في مستشفيات الحكومة.
وقد يعتقد البعض ان مستشفيات الحكومة كلها سيئة ولكن لا، نعم إن العديد من المباني القديمة سيئة وتحتاج إلى تجديد، ولكن نحن ننظر بعين إلى المباني الجديدة التي تم افتتاحها فهي على قدر كبير من الجودة سواء في المبنى أو حتى أداء الطاقم الطبي.
ان المستوى الذي وصلت إليه جودة المستشفيات الجديدة نتمنى أن يتم تعميمها على جميع مستشفيات الكويت بحيث يتم إبدال القديم بالجديد حتى يحصل المرضى على رعاية فائقة فيقل الزحام وتقل معدلات التذمر من الخدمات الصحية المقدمة في مستشفيات الحكومة.
أعرف تماما أن الميراث الذي حمله وزير الصحة الحالي ثقيل وهو قد يعوقه عن تحقيق مبتغاه في تطوير كل المباني والارتقاء بالأداء في ظل ما شهدته وزارة الصحة من أزمات في السنوات السابقة ولكن كل ما نأمله حقيقة ان يتم دعم وزارة الصحة سواء من الميزانية المخصصة لها أو تسهيل إجراءات عملها في بقية الدوائر الأخرى نظرا لحساسية علاقة وزارة الصحة وطبيعة ارتباط هذه الوزارة بالجمهور.
فالمواطن كيف له ان يتأكد أن الدولة ترعاه وتعتني به وتوفر له الرفاه اللازم؟ أولا من خلال الخدمات الصحية المقدمة له بحيث يشعر بأن الدولة تعتني بصحة وسلامة أرواح المواطنين ولا تعرض حياتهم للخطر مما يدعو الى قلة الاحتقان السياسي والتشنج الذي نشهده بين الفينة والأخرى بين الحكومة والمواطن.
فكثير من المواطنين يرددون باستمرار أن أموال الكويت لا تستغل خير استغلال وأن المواطنين البسطاء محرومون من خير هذا البلد، وهذه النظرة تحديدا يجب على كافة القطاعات والوزارات المعنية تقديم خدمات للمواطنين بان تعمل جاهده على تغيير هذه النظرة.
فالمواطن الكويتي لابد ان يكون في أول اهتمامات الدولة وهو كذلك ولكن مع الأسف فإن بعض القيادات التي تم إيكال مسؤولية اتخاذ القرار اليها لم تكن على حرص ورعاية في الاهتمام بالمواطن وهذا ما نأمل ألا نراه في القيادات الجديدة سواء في وزارة الصحة أو سواها.
لذلك فإن النهج الإصلاحي الذي نأمله من وزارة الصحة وغيرها من الوزارات الأخرى من الضروري أن يستمر في توجيهه نحو التطوير فليس من الضروري ان يتم اقتباس تجارب الدول الأخرى وتطبيقها في الكويت بل من الجميل ان تكون لنا بصماتنا الخاصة بنا في كل قطاعات الدولة.
لذلك فنحن نحيي وزارة الصحة على نهجها الإصلاحي الذي انتهجته والمستشفيات العديدة التي تم افتتاحها ونأمل في المقابل أن يتم وضع خطة خمسية لضرورة استبدال كافة المستشفيات القديمة بالجديدة.
فبعض المستشفيات لدينا للأسف لا يليق بأن يكون مستشفى حكوميا في دولة مثل دولتنا الكويت ولنا على سبيل المثال مستشفى مبارك ومستشفى العدان وغيرهما من المستشفيات العديدة التي تحتاج الى إعادة ضخ الدماء فيها.
فالمواطنون سواء، والدستور ألغى التمييز بين المواطنين، لذلك فنحن نرجو ان تكون جميع مستشفيات الكويت في كافة المناطق بنفس المستوى.