عام جديد أتى وبأيدينا ألغينا أوراق رزنامة 2015م، ووضعنا على الطاولة رزنامة جديدة لعام 2016م، أتى العام الجديد مع انخفاض حاد في درجات الحرارة أجبرنا على ارتداء ملابس نسيناها لسنوات داخل الخزانة، وصاحب انخفاض درجات الحرارة ارتفاع حاد وسخونة الأحداث السياسية والأخبار الاقتصادية، وأخبار الحروب تأتينا بشكل متصاعد حرب اليمن، الحرب الداخلية في سورية وتدهور الأوضاع المعيشية هناك بصورة مأساوية، أزمة المهاجرين إلى أوروبا، وقطع بعض دول الخليج العربي للعلاقات الديبلوماسية مع إيران، ناهيك عن أخبار انخفاض سعر النفط وانخفاض ميزانيات بعض دول الخليج العربي وغير ذلك من الأحداث والأخبار المتشائمة للأيام المقبلة.
جلست مع نفسي استعرض هذه الأمور جميعها مع ما أسمعه كل يوم من أحاديث تغلب عليها صفة التشاؤم وأخذت أقلب ذلك من جوانب مختلفة، ناقشت نفسي كثيرا ماذا سيحدث وكيف سأتصرف؟ والجواب أنه من الصعب الجزم بسيناريو واحد ومحدد لأي احتمال قد يقع، والسبب ببساطه أن المستقبل لا أحد يعلمه، إنه من علم الله سبحانه وتعالى عندها وجدت بصيص الأمل الذي يجب أن نتمسك به ونضعه نصب أعيننا وهو الثقة الكاملة بالله والتوكل على الله في كل الأمور، يقول ربنا في الحديث القدسي: «أنا عند حسن ظن عبدي بي» وكان الرسول صلى الله عليه وسلم: يميل دائماً للتفاؤل.
نحن في الكويت لم نعش حياتنا داخل صندوق زجاجي مذهب ولم نكتف بمتابعة ما يعانيه غيرنا بل عشنا أوقاتا صعبة خلال تاريخنا وتعرضنا لأزمات مختلفة تجاوزناها ونذكر على سبيل المثال وليس الحصر مرض الطاعون 1831م والذي قضى على معظم الشعب الكويتي وسنة الهدامة 1934م التي أدت لهدم الكثير من البيوت الطينية، ومعركة الجهراء 1920م وأزمة المناخ 1982م، والغزو العراقي على الكويت 1990م وحرائق آبار البترول غير ذلك، مما يدل على أن الأزمات تأتي بالأغلب دون إنذار مسبق وتبقى لفترة ثم ترحل فلا حزن دائم ولا فرح مستمر.
إن النظرة السوداوية والمتشائمة السائدة هذه الأيام وللأسف ما هي إلا حرب خفية لمصاصي دماء يرغبون في إرباكنا وزعزعة استقرارنا وزرع الخوف واليأس في قلوبنا مما يزيد من التوتر النفسي ومعها تخور القوى في مواجهة الأزمات.
يقول الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي ـ الملقب بشاعر التفاؤل:
أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا
إن الابتعاد عن التفكير السلبي يجعلنا نتوقع حصول الخير دائما ويمكننا من أن نقضي على كل ما قد نواجهه من عقبات أو مفاجآت غير سارة بكل سكينة وثقة كما يساعدنا في بث روح الأمل والتفاؤل للتغير للأفضل إن شاء الله في شتى نواحي الحياة.
إن عجلة الحياة مستمرة لا يمكن منعها أو إيقافها، فالأيام تمضي فنودع عاما ونستقبل عاما جديدا.. أتمنى أن تكون قلوبنا في هذا العام عامرة بالأمل والتفاؤل وأن نودع اليأس والتشاؤم فلا شيء أقوى من الأمل والتفاؤل في تعزيز الطاقة.. ورفع الهمم للعمل والإنتاج لبناء الحاضر وصنع المستقبل لبلدنا الغالي.
[email protected]