1- التعدد السري: جلس يحدثني وهو يضحك عن الربع والمتزوجين بالسر على زوجاتهم الكويتيات وعن جنسيات الزوجات وكيف أن بعضهم يسولف بسعادة عن الزوجة الثانية وعن أبنائه إن كان لديه أبناء منها وبعضهم يكتم ذلك الأمر ولكن الكويت صغيرة فالربع يستخبرون بذلك ولكنهم يحترمون صمتهم، فسألته: وهل أوضاعهم المادية ممتازة وتتحمل مسؤولية أكثر من بيت، صمت قليلا كأنه يناقش نفسه ثم قال: بعضهم راتبه مرتفع ولكن الغالبية متوسطو الدخل ولا يملكون موارد أخرى، فرجعت أسأله: ولماذا الزواج الثاني وبالسر؟ وهل سيستمر سرا للأبد؟ نظر إلي بنظرات تائهة وقال: إهم مرتاحين جذي كيفهم، وبصراحة الله يعينهم.
قضية مهمة جديدة طفحت على السطح وهي قضية الزواج الثاني وبالسر من غير الكويتيات، أين يقع الخلل الذي اندس في حياتنا الأسرية مما يدفعها للانهيار ولماذا تزايدت الحالات؟ لننظر للقضية من جانبين: جانب الرجل الناضج والذي تعدى عمره الخمس والأربعين عاما، وجانب الشاب بالعشرينيات من العمر وما فوق.
نتفق جميعا على أن الزواج مؤسسة مشتركة بين الرجل والمرأة، في بدايتها يكون التعارف على بعض والأحلام المشتركة ثم يأتي الأبناء وتبدأ دوامة الحياة تدور بين العمل والأبناء وتربيتهم وتوفير احتياجاتهم والسعي لتوفير الحياة الكريمة وتمر الأيام ويكبر الأبناء ومعهم يكبر الوالدان وبما أن المرأة الكويتية عاطفية وعائلية جدا فهي ترتبط بأبنائها وتنشغل معهم وبهم، يعتقد الكثيرون أن المرأة تكره أن تكبر بالسن وهو أمر حقيقي لذلك فهي تسعى لإخفاء عمرها بمختلف الطرق ولكنها برغم ذلك تظل مرتبطة بعائلتها وتشاركهم حياتهم، أما الرجل فيهرب من إحساسه بمرور السنين ومن انشغال الزوجة، إلى الزواج مرة ثانية لعله يجدد حياته وشبابه، ويعتقد بأنه سيكون أكثر سعادة وسيجد الرعاية والاهتمام وبدلا من مشاركة الزوجة الأولى مسؤولياتها ومحاولة بث روح جديدة وجميلة لحياتهما معا يتجه لطريق آخر بعيدا عن بيته الأصلي.
أما الشباب فمصيبتهم كبيرة لأن قناعاتهم بأن بنت البلد متطلبة وكثيرة الانشغالات وعاجزة عن إشباع حاجاتهم، نتيجة للصورة المنتشرة عن المرأة الكويتية، لذلك فإن السكن والسعادة ستكون مع الأخرى غير الكويتية، ولكثرة الجنسيات في وطننا وتهافتهم على الرجل الكويتي فالموضوع يعتبر متاحا وبسهولة ويقبل الرجال هذه الازدواجية في الحياة بحجة المحافظة على بيوتهم وعدم مضايقة الزوجة الأولى.
إن سرية الحياة الزوجية الثانية تجعل من الزوج مجرد زائر للبيت وسيسعى لإرضاء الثانية وإغراق المال عليها على حساب البيت الأول، خصوصا إذا كان من متوسطي الدخل وذلك لإسكاتها ولأنها حسب رأيه مسكينة لا عائل لها سواه، وبديهيا ستسد الزوجة الأولى الخلل المالي لبيتها فهي سوبرمان الحياة الزوجية واعتقادا منها بأن الزوج يعاني من أزمة مالية أو أن لديه استثمارا تنتظر نتائجه بعد فترة من الوقت.
الزوجة الثانية ستظل إنسانة غريبة فمن الصعب عليها الانخراط في المجتمع لاختلاف التنشئة واللغة واختلاف العادات والتقاليد وإن وجد الأبناء فأسلوب التربية سيختلف لأن الأم ستربي بأسلوبها الشخصي، فالأب مجرد ضيف وإن كانت الأم تنظر للكويت بأنها أرض سكن وليست وطنا فسيختل ميزان الولاء الوطني وسيشعر الأبناء بعدم التوافق مع المجتمع.
وتبقى أسئلة مهمة ماذا سيحدث بعد انكشاف الزواج السري وهل سيكون الرجل على استعداد لتحمل نتائج مغامرته التي ستتداعى معها أعمدة الحياة الزوجية المستقرة للبيت الأول، وما هو وضع أبنائه من الزوجة الثانية؟
انا ككاتبة لا أتدخل في الحرية الشخصية للآخرين ولكنني أدق ناقوس الخطر والذي سيؤثر سلبا في حياة الأسر الكويتية وسيتسبب في خلخلة التركيبة السكانية للبلاد، ولا يعني ذلك أن التعدد العلني هو الحل، وسنناقش ذلك في المقالة المقبلة.
[email protected]