كلمة إبليس في اللغة العربية هي من الفعل بلس (بمعنى طرد) أي هو المطرود من رحمة الله ولكن العديد من اللغويين يجمع على أن معنى الفعل هو «يئس» وعليه يكون المعنى «الذي يئس من رحمة الله»، كما تأتي لفظة إبليس بمعنى الضلال، وقد أمرنا الله بالاستعاذة من الشيطان الرجيم لأنه عدو الإنسان اللدود وهو الذي أخرج أبوينا آدم وحواء من الجنة ليسكنا الأرض، وتوعد بغواية البشر ليحرمهم من دخول الجنة كما ورد في الآية الكريمة: (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين{82} إلا عبادك منهم المخلَصين{83}) سورة طه.
عندما أتلفت في شرق العالم وغربه أشاهد الأحداث المؤلمة قتل وتدمير، أنهار من الدماء تسكب في كل مكان، فأرجع لكويتنا الغالية لأسمع عن القبض على جماعات إرهابية وإحباط مخططاتهم الإجرامية ناهيك عن التهديدات المستمرة للخليج والوطن العربي، أصبحنا نمسي ونصبح على أخبار مؤلمة (إرهاب – جرائم – تمرد وعصيان) فهل الشياطين استحلت الأرض وارتدوا أقنعة بشرية ليقودوا الزحف الإرهابي في العالم.
إن ربيع الفوضى العربي أدى للعديد من الأزمات السياسية والاقتصادية لدولته وشحن النفوس بالغضب والتمرد ويواكب ذلك ارتفاع معدلات البطالة وزيادة الفراغ الأمر الذي أدى للعديد من المشاكل الاجتماعية فأصبح مرتعا خصبا لشياطين الإنس الذين نجحوا بمهارة في استغلال حالة الإحباط السائدة وتحويل طاقة الشباب وهمتهم العالية للعمل والإنتاج لاتجاه إثارة القلاقل والنزاعات الطائفية والعنصرية في دولهم، ولأن إبليس وأعوانه يعلمون علم اليقين قوة سلاح الدين في دولنا الاسلامية فقاموا بقيادة الجماعات المتطرفة والظهور الدموي البارز على الساحة الدولية متخذين من الدين دعما لهم ومن فكرة الخلافة الإسلامية شعارا زائفا يرفع أمام الأتباع وبنجاح مستغلين بذلك كل تنوع موجود في هذه الجماعات كالجهل بالدين مع وجود الإحباط العام لما آلت له أوضاع دولهم أو أصحاب نوايا سليمة ملتزمة دينيا خدعت بادعاءات دينية زائفة وإما شباب صغار جهلة غرر بهم واستدرجوا كوقود للحرب، ونجح شياطين الإنس في تسييرهم بالريموت كنترول لينقادوا لهم طواعية حتى في تفجير أنفسهم بدون أدنى خوف أو ندم ولو للحظات فهل تعطلت عقولهم أم أحاسيسهم أم قلوبهم؟
إن ازدياد النشاط الإرهابي أدى لاضطراب واضح في التوازنات الداخلية والخارجية للدول وانتشرت معه ثقافة الكره والخوف في المجتمع الدولي وزاد معه الهرج والمرج، فالإرهاب الشيطاني لا دين له ولا جنسية ولا ثوابت معينة فهذه معركة بين الخير والشر.
يتوجب الآن على الحكومات توفير الأمن لدولهم بعيدا عن الإستعراض الإعلامي، والوعي بأماكن الخلل في المنظومة الأمنية لدولهم واعداد دراسات إعلامية مدروسة لحماية الشباب من الانحراف وتشجيع الدعاة ذوي الاتجاه المعتدل والتوعية بأهمية دور الأسرة والمجتمع في حماية فلذات أكبادنا من الانحراف.
[email protected]