يبدو ان حكومتنا الرشيدة حفظها الله تعاني من زهايمر مبكر في مادة التاريخ الوطني فبدأت الأسماء التي ساهمت في بناء البلد بالتساقط ليمحوها الزمان من ذاكرة الأجيال القادمة.
وبما ان النهج سيكون لطمس التاريخ فلا بد أن نلغي معه آثاره وهكذا تكون العملية ناجحة وتثبت معها حالة الزهايمر.
لهذا كان قرار مجلس الوزراء وبموافقة جماعية بهدم مسجد الشملان بحجة تطوير الدائري الأول.
ويالغرابة الصدف فلقد تبرعت الكويت في 18 يوليو 2016 بمبلغ مائة ألف دولار لحماية التراث العربي المدمر في العراق وسورية وليبيا.
كما فازت الكويت بمقعد مفتوح في لجنة التراث الثقافي والطبيعي كالمساجد والقصور والمواقع المادية.
ومن المضحك المبكي أننا لا نعرف هل أموال الدولة موجودة كصنبور ماء متدفق للتبرع فقط للدول الأخرى وآثارها بينما تعجز حكومتنا عن حماية مسجد بلغ عمره 120 سنة ويعتبر إرث تاريخي لدولتنا يحكي قصة أجيال مضت تمسكت بأرضها وعقيدتها في زمن شح المال فيه إلا من المحسنين الذين استشعروا دورهم الديني والوطني كالطواش شملان بن علي.
ولماذا نحن نتصدر لحماية آثار العالم بينما أثارنا تذهب في مهب الريح؟!
مسجد الشملان لمن لا يعرفه يوجد في منطقة شرق ويعتبر إرثا تاريخيا يفترض حمايته، ولكن للأسف تم إجماع حكومي غريب بهدمه وضاع معه دور الحماية المفترض من المجلس الوطني للثقافة ووزارة الإعلام ووزارة الأوقاف وضاعت الطاسة بين الجميع. أما وزارة الأشغال فقد أعلنت عجزها عن وضع أي حلول مبتكرة أو تصورات مناسبة لمعضلة المسجد.
حكومتنا العزيزة.. إن الشعب الكويتي شعب أصيل لا يعاني من الزهايمر ويعشق تراب وطنه ومتمسك بتراثه ومن لا تاريخ له لا هوية
[email protected]