أجل عزيزي القارئ العنوان صحيح فكما هناك متخصصون في الطب والهندسة والإعلام فهناك أشخاص يحملون الدكتوراه في المغثه، وحتى نوضح لإخواننا غير الكويتيين، فالمغثه كلمة كويتية تعني إما كلاما أو تصرفا مؤلما يثير الغضب والحزن.
هذه النوعية من البشر لا نصنفهم في خانة السفهاء فهم يتمتعون بوعي عقلي وثقافي ومراكز اجتماعية ولكن بينهم وبين الكلام الطيب خصومة أبدية وكأنهم ينتمون لحزب «كن وقحا تبدو أقوى» فيتفننون في التعليق السيئ والردود المفاجئة وقد يكونون من الأهل أو المعارف وزملاء العمل وحتى من الغرباء وسأضرب لكم بعض الأمثلة كما وردت من أصحابها:
٭ في اجتماع عائلي أخذ الأب في مدح ابنه ذي العشرة أعوام ونتائجه التعليمية وكانت كلمات الاستحسان تأتي من الجميع ما عدا أحدهم الذي قال وبصوت عال: زرع المجانين يطلعه رب العالمين.
٭ كان الأب ينفخ بسعادة لمساعدة صغيره في إطفاء شموع كعكة عيد ميلاده في أحد المطاعم والأم تصفق بفرح وحولها وقف ستاف المطعم يغنون بفرح للصغير، وبعد أن هدأ الجميع أتاهم شخص غريب وهو يبتسم وقال لهم: مبروك احتفلوا بالصغير الآن وفي الغد بيرقصكم عدل بالشارع.
٭ في إحدى الجلسات النسائية دار الحديث عن طبق المعدس الكويتي فانبرت إحدى الشابات وأخذت تشرح طريقتها في إعداد الطبق خصوصا ان حمولتها يطلبونه منها دائما وبينما الجميع ينصت للشابة المبتهجة قالت إحداهن وبصوت عال: وشفيه المعدس طابخ روحه بروحه، من كسلج ما تعرفين إلا المعدس.
يقال ان الألفاظ سعد والكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان، أما الكلام السيئ فمنفر ودليل على سوء الأدب، وبعض الكلمات تستقر في القلوب كرؤوس الإبر توجهك كلما تحركت خاصة ان الكلام الجارح يترك أثرا في النفس أقوى من الضرب القوي، لهذا دعانا الإسلام لحسن الخلق وبشرنا بأن الله يكتب حسنة تجري لصاحب الكلمة الطيبة إلى يوم يلقى ربه.
الشخصيات الوقحة شخصيات ضعيفة في الواقع تشعر بنقص شديد لذلك يسعون للأسلوب الاستفزازي خاصة إن كانوا في وسط جماعة لأنهم يستمدون قوتهم من عنصر المفاجأة، أما التعامل معهم فيعتمد على موقعهم منك ودرجة رغبتك في استمرار العلاقة فإن كان قريبا أو زميل عمل مهما فلك ان تختار بين التجاهل التام لأقوالهم وتصرفاتهم وتوجيه ابتسامة باردة لهم تجعلهم يستشيطون غضبا منك أو توجيه الرد بأسلوب هادئ وقاس وتحسم أمرك معهم بقوة، أما إذا كان شخصا لا تعرفه وتعرض لموقف مباغت معه في مكان عام كالسوق أو احد المطاعم فالأفضل سؤاله مباشرة: لماذا تقول ذلك لي أو لماذا أنا بالذات توجه لي هذا الكلام وستجده يهرب منك سريعا.
قال الشاعر أبوالعتاهية:
الصمت للمرء الحليم وقاية.. ينفي بها عن عرضه ما يكره
[email protected]