فقدت الكويت خلال الأسابيع الماضية قامات وطنية متميزة مشهود لها في داخل البلاد وخارجها. فلقد انتقل إلى الرفيق الأعلى وبالتوالي: السيدة سعاد الحميضي والفنان عبدالحسين عبدالرضا والشيخان ا.د.وليد العلي وفهد الحسيني، خسرت الكويت بوفاتهم مبدعين في الاقتصاد والفن الكوميدي والعمل الديني والدعوي فقد نجحوا في رسم مكانة متفردة لأنفسهم في مجالاتهم فأصبحت لهم بصماتهم الواضحة.
أعترف بأنني لست من الشخصيات التي تجيد فن الرثاء، ولكنني كمواطنة كويتية تابعت ردود أفعال أهل الكويت وما نشر في أجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من مشاعر متدفقة وبإحساس عال، فوجدت بأن الحزن الذي اعتصر القلوب كانت له مسوغاته من قبل تلك الشخصيات وسأوردها لكم حسب ما أراه وهي:
٭ السيدة سعاد الحميضي والفنان عبدالحسين عبدالرضا والشيخان د.وليد العلي وفهد الحسيني لم يتصنعوا شخصياتهم التي عرفها الناس ولم يضعوا أقنعة على وجوههم بل كانوا في كل معاملاتهم الإنسانية هم أنفسهم بالطبيعة الإنسانية الحقيقية وبتواضع، ولم يعرف عنهم التصنع وإظهار العجب والتكبر برغم نفوذهم (المالي ـ الإعلامي - الديني).
٭ الاتزان في التصرف والكلام وفى جميع المواقف حتى ان الممثل عبدالحسين عبدالرضا في المشاهد الكوميدية التي قدمها كان بعيدا عن التهريج المنبوذ وقدم كوميديا مدروسة متألقة.
٭ سعوا وبجدارة لإجادة أعمالهم وطبقوا نظرية الالتزام في العمل وبإخلاص مع تحمل المسؤولية بتفان، مع عدم جعل العراقيل التي تواجههم سببا في منعهم من تقديم أفضل ما لديهم.
٭ لم يبخسوا حقوق من ساندهم ولم ينسبوا النجاح لأنفسهم فقط بل كانوا يذكرون بالخير كل من مد لهم يد المساعدة وأعانهم.
٭ صدقوا العطاء لوطنهم فجسدوا الوجه الديني والحضاري والثقافي والاقتصادي لوطنهم ونقلوه معهم أينما كانوا وباعتزاز.
٭ مثلوا الكويت أفضل تمثيل فكانوا كويتيين قلبا وقالبا بلهجتهم المحلية بدون أي كلمات دخيلة أو مصطنعة، ولم يغيروا من أشكالهم ومظهرهم وحركاتهم الكويتية وقدموا الشخصية الكويتية الحقيقية.
حب الوطن هي مساحة بلا حدود ولأنها بدون ثمن فهي غريزة تصعب مقاومتها يفهمها من يفهم ويصدق فيها العطاء، لذلك كان لوفاة أبناء الكويت رد فعل وطني وإن اختلفت درجاته بينهم، إلا أن إجماع الناس على المحبة دليل على أنهم نجحوا في كسب القلوب فمحبة الناس لا تشترى بثمن.
رحمهم الله جميعا برحمته الواسعة ونسأل الله أن يدخلهم في عباده الصالحين، ولله ما أخذ وله ما أعطى ولا نقول إلا ما يرضى الله، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]