عندما يتلفت أصحاب المبادئ والقيم حولهم يجدون انهم أصبحوا غرباء في وطن أصبح الكذب مرادفا للذكاء والديبلوماسية والانتهازية تعريفا حديثا للشطارة وأما خيانة الأطروحات السياسية للنخب السياسية وبلا حياء وبلا ثوب يرقعها فهي فن ينتهجه معظم من يمتطي صهوة خدمة المجتمع، للأسف الشديد لقد خابت ظنوننا في الكثير ممن تصدر المراكز الأولى والحراك لهذا البلد الغالي.
لعل أغرب ما نشاهده من هذه النوعية التي ابتلينا بها انهم يدعون الوطنية وبجرأة ووقاحة فهم افضل من يسل سيف الحق للدفاع عن ثروات الوطن وحقوق المواطنين، شعارات زائفة تفننوا في صياغة كلماتها وأجادوا استخدام نبرة التهديد والوعيد حتى أفسدوا كل ما طالته أيديهم، صفقات تتم في الخفاء، أموال ومناقصات بمبالغ خيالية وتجاوزات غريبة والاختلاسات المالية في أي جهة من جهات الدولة ما الا عمولة من حق أصحابها لتكوين الثروات والتمتع بالأموال، فخيانة الأمانة أمر طبيعي لأن الغنى وان كان بطرق ملتوية حق مكتسب لمن يسلك هذه الدروب الملتوية.
هذه المجموعة من البشر يختلقون لأنفسهم ألف عذر وعذر للوصول إلى غايات خاصة ويزينون أعمالهم بادعاء الوطنية الزائفة، وفي الواقع أعمالهم هذه ما هي إلا خيانة للوطن ومساهمة في استغلاله وانهاكه وتراجعه، ومن المؤلم أن الخيانة جريمة يدفع ثمنها من لم يقترفوها فهي سلاح فتاك يهزم الشعوب دون ان يقاتلهم عدو لأنها تؤدي الى انتشار الفساد وتراجع الأخلاق وانهيار المجتمع ومعه يستباح الوطن.
لكن السؤال: هل الوطن الذي قرأناه في الكتب المدرسية ورسمنا بأنامل سعيدة خريطته مزينة بالعلم ورددنا نشيده الوطني بفخر يستحق منا ان نحبه كما احبه آباؤنا وأجدادنا فصنعوا بقيمهم النبيلة بصمة للكويت في كل مكان تواجدوا فيه أم أن نسرقه ونخونه ببرود متناه؟
مسرحية طويلة لا تزال فصولها تعرض علينا نتابعها بألم ومليارات تطير أمامنا وقرارات تصدر وتلغى بأسرع من الصوت وممثلون تنتهي أدوارهم مع الموت فقط ليبدأ الحساب الإلهي الذي غفلوا عنه بعد أن زغللت أعينهم الأصفار التي تسبق الأرقام في حساباتهم البنكية، عندها لن تكون مقولة حب الوطن والوطنية الشعار الذي سيفصل بينهم وبين الجنة والنار.
[email protected]