تحية كبيرة ملؤها الفخر والاعتزاز، إلى امرأة رفضت أن تكون بهلوانا في سيرك كبير اسمه الأمم المتحدة، إليك سيدتي ريما خلف، تلك المرأة العربية العظيمة التي قدمت استقالتها من منصبها الكبير بالأمم المتحدة.. المتعاضدة كليا مع دولة محتلة تمارس «الأبارتايد» بامتياز اسمها اسرائيل.
والقصة أيها السادة باختصار أن تقريرا أعدته لجنة «إسكوا» بالأمم المتحدة التي تترأسها السيدة ريما اتهم إسرائيل بممارسة اضطهاد للشعب الفلسطيني يرقى إلى نظام الفصل العنصري وأوصى التقرير بإعادة إحياء لجنة الأمم المتحدة الخاصة بمناهضة الفصل العنصري ومركز الأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري اللذين توقف عملهما عام 1994 عندما ظن العالم أنه تخلص من الفصل العنصري بسقوط نظام «الأبارتايد» بجنوب أفريقيا، لتتعرض ريما خلف، إلى ضغوط مباشرة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لسحب التقرير، وأصر على قراره على الرغم من اعتراضها، ففضلت خلف الاستقالة من منصبها الدولي على التراجع وسحب التقرير.
الأمم المتحدة تاريخها زاخر بالانحيازات الفجة وغير الإنسانية واللاأخلاقية ضد القضايا العادلة والشعوب المضطهدة بدءا من قضية فلسطين التي احتلها الإنجليز وسلموها لعصابات اليهود الشتات من كل أصقاع الأرض ليكونوا شعبا كان غير موجود ويطردوا ويقتلوا الشعب الأصيل، وليس انتهاء بقضايا سورية واليمن والعراق وبورما وأفغانستان وكشمير وغيرها من القضايا العادلة (الخاصة بالشعوب المسلمة تحديدا)، والواضح جليا أن الدول الكبرى هذا هو منطقها الفعلي وسياستها الاستراتيجية الفاعلة مع كل البلدان وكل القضايا بلا استثناء.. إذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب.
لكن العجب العجاب والأمر الذي تشمئز منه النفوس وتأباه العقول والفطر السليمة، والسؤال الهائم دون إجابة: ما كل هذا الصمت المطبق وغير المفهوم وغير المبرر لحكومات وأنظمة العالم العربي والإسلامي؟! أم إن فلسطين لم تعد أولوية ولا قضية بالأساس تستحق كل هذه الضجة لأن إسرائيل لم تعد دولة غاصبة ولا محتلة لأراض عربية بالنسبة للبعض؟! اخجلوا من ريما، هذا فيما لو بقي لديكم حمرة من خجل.. يرحمنا.. ويرحمكم الله!
شكرا كبيرة: أقولها لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الذي دعا البرلمانات العربية إلى تحرك جماعي في الاتحاد البرلماني الدولي يستهدف التصدي لإسرائيل، وذلك في كلمته أمام المؤتمر الـ 24 للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في العاصمة المغربية الرباط.. وليت البرلمان العربي يتحرك ولو لمرة واحدة بشكل جدي يرضي طموحات وآمال شعوبنا المحبطة في الوقوف أمام الغطرسة والبلطجة الصهيونية ومن يدعمونها سرا وعلانية من «الأعدقاء».