لست من النوع الذي يعلق على موضوع ما أو يكتب مقالا عنه وهو ساخن، أعني وهو في ذروته، وفي احتدام الصحافة للكتابة عنه، خصوصا إذا كان هذا الحديث عن قضية رأي عام، أفضل ان أتريث قليلا حتى يبرد وحتى أجمع أكبر قدر من التفاصيل لتكتمل الصورة في ذهني، لعلكم تابعتم معي في الأسابيع الماضية خبر تزوير الشهادات على مستوى التعليم العالي، حرفيا شهادات الماجستير والدكتوراه تباع كأنها تباع على الرصيف، دعونا نلخص هذا الحدث في نقاط مختصرة.
كلكم، بلا استثناء، قد (استشعرتم) على الأقل أن هناك خللاً ما في النظام برمته، فلان او علان حصل على الشهادة بلمح البصر، من دون مجهود يذكر او عمل، والواضح أن هذا الموضوع قديم والدليل ما توارد عن أنباء الشخصيات المحالة للتحقيق والمحكمة بتهم التزوير، إذن الموضوع قديم، أين كنا طوال تلك السنين؟ كيف حدث هذا الخرق الواضح الفاضح للمنظومة التعليمية بهذه الطريقة تحت أنوفنا من دون أن نشعر؟ نقطة تستحق التأمل.
ثانيا: التزوير طال أشخاصا داخل وخارج الكويت، هذه الجراءة في التزوير (وعلى عينك) لا أعتقد من وجهة نظري يقوم بها موظف وافد فقط، المعروف انهم يخافون ويتحرون الدقة في البعد عن العقوبات، فمن أين أتوا بكل هذا (القلب الميت) لتزوير ماجستير ودكتوراه؟ نتكلم عن المعلن في الصحافة فقط، أعتقد أن هناك (مسؤولا ما) لا يلتفت لعمله كما ينبغي، مسؤول كويتي مقصر في عمله تسبب في هذه الثغرة، ألا تتفقون معي؟
ثالثا: هــناك ضــبابية في الموضوع غريبة، نظام مــعادلة الــشهادات غريب عندنا في الكويت، عند فلان شهادة معترف بها ونفس الشـهادة عند آخر غيــر معترف بها، شهادات عليا من جامعات خليجية لا يعترف بها وتعترف بشهادات جامعات (عربية) أخرى مشكوك بها، كيف يكون ذلك؟ هناك ازدواجية في المعايير من وجهة نظري فيما يخص معادلة الشهادات، ناهيك طبعا عن (التعليم عن بعد) و(نظام النقاط في التعليم المستمر) وغيرها مما يتعلق في العملية التعليمية، باختصار الموضوع يحتاج شجاعة (سياسية) لعقاب المقصر والمزور بالأول ومن ثم (نفضة) صح للجهاز الإداري بعيدا عــن الواسـطة والمحسوبية، ثم يكون هناك كلام آخر، والله من وراء القصد والسلام.