نشرت الصحف قبل أيام قائمة تضمن أثرى أثرياء العالم، وقد تم تقسيم الأثرياء إلى عدة مجموعات، قائمة تضمم أثرياء العالم، وهم كارلوس سليم الحلو وبيل غيتس، ووارن بافيت، وهناك قائمة تضمم الأثرياء الشباب، وأخرى الأثرياء العرب، ولكن اللافت للانتباه هو إزاحة بيل غيتس عن الصدارة، ليحل محله كارلوس سليم الحلو بثروة تقدر بـ53.5 مليار وبفارق نصف مليار عن الأول.
ولعل هذا الأمر اثار انتباهي، أين ذهبت أموال بيل غيتس، ويجب أن ننظر من زاوية مغايرة ونسبر الأغوار لنصل للنتائج، وان نضع المجاهر الكاشفة والفاحصة حتى نصل إلى القنوات التي ذهبت إليها الأموال، فنكتشف أن هناك جانبا خيريا كبيرا لدى بيل غيتس، بل هو جانبا مهما من اهتماماته، وأعتقد أنه يسير على خطى أسلافه «هنري فورد» و«كارينغي»، اللذان تبرعا بمبالغ كبيرة لإنشاء الجامعات والمستشفيات وغيرها من برامج المسؤولية الاجتماعية.
يبدو أن غيتس يسير على خطى هؤلاء، حيث قام بإنشاء مؤسسة خيرية وكان ذلك في عام 2000، وفي عام 2005 تبرع لهذه المؤسسة بأكثر من 28 مليار دولار، ومهمة هذه المؤسسة دعم المشاريع الإنسانية بمختلف أفرعها الصحية والتعليمية وغيرها من المشاريع، وتبرع بمبلغ 3 مليار للمؤسسات الصحية، ومؤسسات مكافحة الإيدز، والملاريا في العالم الثالث، ومبلغ 2 مليار للمؤسسات التربوية، والتبرع لجامعة كمبريدج البريطانية، وتأسيس صندوق بمليار دولار لدعم السود في التعليم.
الجدير بالذكر أن الذي يدير مؤسسة بيل جيتس والد بيل جيتس، وهو ويليام جيتس، ومن بين أهدافها الأساسية «تقليل التفاوت الهائل بين مستوى المعيشة التي نحياها ومستوى معيشة الناس في العالم النامي»، وقال جيتس في أحد اللقاءات إنه يشعر أن عليه واجب ضمان أن تصل أمواله «إلى المجتمع الدولي بالطريقة التي تحدث أكبر أثر إيجابي».
وفي عام 2008 ترك بيل غيتس العمل كمدير تنفيذي لشركة مايكروسوفت، وعين مكانه كرئيس للشركة «ستيف بالمر» الذي يعرفه منذ فترة الدراسة في جامعة هارفارد، فلقد أصبح يعمل بشكل جزيء بالشركة، وقرر غيتس التفرغ للعمل الخيري، وتعد المؤسسة الخيرية التي أسسها هو وزوجته، أكبر جمعية خيرية في العالم والممولة من ثروته، ويقول «استطيع أن أفعل أي شئ أضع كل تفكيري فيه».
بعد كل هذه التبرعات التي قام به غيتس، علمت وعرفت أين ذهبت أموال بيل غيتس، ولماذا نزل إلى المرتبة الثانية، ويقول «هل عالم الاثرياء واع كيف يعيش 4 أو 6 مليارات من البشر؟ ان كان واعيا، فعلى الاغنياء التدخل وتقديم المساعدة لهم».
[email protected]