سؤال يتبادر الى الذهن منذ أول وهلة، هل الإعلام يعتبر صناعة مثل الصناعات الأخرى؟ وما المتغيرات والتحديات التي تواجه هذه الصناعة إن كانت موجودة؟ وما مستقبل الإعلام في العالم العربي؟ هذه مجموعة من الأسئلة والتحديات تحتاج إلى إجابات واضحة، في شهر مارس الماضي كانت هناك قمة أبوظبي والخاصة بإعادة صياغة قواعد الإعلام، حيث شارك فيها حوالي 400 شخص من قادة الإعلام، وكان هدفها الأساسي استشراف المستقبل بروح العصر لمواكبة التحديات القادمة، وتكمن أهمية الموضوع في كونه موضوعا حيويا ومفصليا في تشكيل الرأي العام وقيادته، بل قد يكون هناك أشخاص غير معروفين لدينا سيكون لهم دور محوري في قيادة زمام الأمور في العالم، ويتضح ذلك جليا في موقع «الفيس بوك» حيث تشير التقارير إلى أن عدد المستخدمين له تجاوز 400 مليون مشترك، وأصبح وسيلة مهمة في النشر والتخاطب وحتى التوظيف، حيث ذكرت إحدى الدراسات التي أجرتها شبكة «سي إن إن» أنه أصبح ركيزة أساسية للتوظيف والتحري عن الموظفين، أو «تويتر» الذي أخذ ينمو بشكل كبير ورهيب، الإعلام اليوم أصبح وسيلة للتخاطب بين الشعوب والحضارات المختلفة، كما أنه وسيلة للتواصل الحضاري، وان الصحف العربية ستخسر مايقارب 50% من قرائها وذلك لبحث المعلنين عن وسائل فعالة أكثر مثل الإنترنت و«الفيس بوك» والفضائيات وغيرها من الوسائل المختلفة، والأزمة المالية في السنوات العشر القادمة للصحف ستكون كبيرة جدا، كما ذكر ذلك في قمة أبوظبي للإعلام.
ونشر موقع «العربية نت» أن مجلة «فورين بوليسي» الأميركية ذكرت ان الدراما التركية أثبتت أن كسب قلوب من يعيش في العالم الإسلامي ليس مهمة مستحيلة، «لكن مشكلة الولايات المتحدة أنها لم تكتشف الطريقة الصحيحة للقيام بذلك» وقالت المجلة في مقال لنادية بلبيسي ـ مراسلة قناة «إم بي سي» في الولايات المتحدة ـ نشر في قسم قناة الشرق الأوسط بالمجلة ـ إن الولايات المتحدة الأميركية مازالت تظن أن استقبال الطلبة المسلمين على أرضها، وإرسال عدد من الديبلوماسيين الذين يتقنون اللغة العربية «بصعوبة»، أو الاعتماد على قنوات تلفزيونية ممولة أميركيا كاف لهذه المهمة، وهو ما أثبت أن سياسة «الاعتماد على النجوم الوسيمين» في أميركا خاطئة. حيث نجحت أنقرة في تحقيق ما أخفقت الولايات المتحدة في إنجازه على مدى نحو 7 عقود منذ بدء علاقتها رســـــميا مع العرب، وذكرت أيضا أن إسرائيليين طالــــــبوا عبر تعليقات نشرت في صحيفة «يديعوت أحــــــرونوت» يوم الأحد 21 مارس الماضي بقطع بث قناة mbc في إسرائيل، بعد عرضها المسلسل التركي «صرخة حجر» مدبلجا إلى «العربية»، والذي يصور حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وما أود قوله ان دور الإعلام أصبح مفصليا ومحوريا بكل ما تعنيه الكلمة، ويجب التفكير الجاد في هذا الجانب، وما الشيء الذي ينقصنا لكي نتقدم فيه إلا أننا لا نملك رؤية واضحة لمستقبلنا إن لم أقل حاضرنا، والإعلام اليوم أصبح صناعه بكل ما تعنيه الكلمة، حيث تشير الأرقام الى أن عوائد الإعلام ستكون 50 مليار دولار في عام 2020، والعالم بدأ يقفز للأمام ونحن نركض للخلف، ويجب أن نتوقف عن هذا ونسايره، ونتحول من مستهلكين إلى منتجين، ولدينا تجربة عربية تستحق الإشادة إن لم تكن في الريادة، وهي تجربة قصة نجاح «قناة الجزيرة».
[email protected]