عنوان المقالة مأخوذ من مجلة «علاقات» العدد الرابع الذي خصص للحديث عن حاكم دبي، وخلال الأيام الماضية كنت في زيارة لمدينة دبي، ولأني لم أزر هذه المدينة منذ سنوات، فقد حرصت أشد الحرص على التجوال فيها، وملاحظة التغيرات التي حدثت فيها، وركوب «مترو دبي» الجديد، ومنذ وصولي إلى مطار دبي أصابتني الدهشة من أمور كثيرة، كان أولها هذا النظام الموجود في المطار، وعلى كثرة المتواجدين في المطار، إلا أنك لا تقف إلا بضع دقائق وتنتهي أمورك، فحجم الموظفين المتواجدين على الكاونترات الخاصة بتخليص الجوازات أعتقد أنه يقارب 100 موظف، وهذا الاستقبال الممتاز تجده من قبل الموظفين، وموظفين خاصين أعدوا لإرشاد المسافرين نظرا للحجم الهائل للمطار.
والملاحظة الأخرى التي لاحظتها، هي هذا النظام والأمان الموجود في هذه المدينة الصغيرة بمساحتها والكبيرة بإنجازاتها، فلم أر في دبي من يخالف القانون، وهناك احترام كبير للنظام من قبل سائقي السيارات والالتزام بحاراتهم والسرعة المقررة لهم، واحترام القانون حتى من قبل المارة، حيث انني لم أر في المجمعات الكبيرة: مول الإمارات، دبي مول، فيستيفل، سيتي سينتر المردف، من يدخن فيها سيجارة واحدة، وهذه تعتبر من أكبر المجمعات في دبي، بالإضافة إلى مجمعات أخرى لم أتمكن من زيارتها، وحتى المتواجدون في «مترو دبي» ملتزمون بالنظام بشكل مذهل، وعند الخروج إلى أي مكان في دبي ستشعر بالأمان الكبير نظرا لكثرة الكاميرات المتواجدة بأغلب شوارع المدينة، وأعتقد اعتقادا جازما انه في دبي من النادر ان تجد قضايا ضد مجهول، أو من يتسبب بحادث ثم يلوذ بالفرار، هذا بالإضافة إلى إنجازات أخرى كبيرة وكثيرة.
أعتقد أن هذا الأمان والاطمئنان الموجود في دبي والنهضة جاءت عن طريق رؤية ثاقبة وفاحصة قبل ذلك من قبل سمو الشيخ محمد بن راشد، وهي بالمناسبة تستحق أن تدرس في أعرق الجامعات، حيث ان لسموه عزيمة لا تعرف الملل، وهو يقود شعبه إلى الإنجازات الكبيرة، إنه الحاكم الذي سبب الرفاه والسعادة لشعبه، وهذه الإنجازات من أكبر الأدلة على إخلاصه وحبه لمواطنيه، وهو بالمقابل من أفضل الأمثلة التي تضرب في تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وكم نحن بحاجة إلى هذه القيمة اليوم، وهي اختيار الشخص بناء على الكفاءة، والأمانة، والمواطنة، فقط لا غير، وليس القبيلة، او الطائفة، او العائلية، أو «هذا ولدنا».
وقد أسس سموه العديد من الجوائز الهادفة، والتي تهدف إلى الارتقاء بالعنصر البشري، حيث بلغ عدد هذه الجوائز ما يقارب 14 جائزة، وهي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، جائزة الصحافة العربية، جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، جائزة رواد الأعمال للشباب، جائزة زايد الدولية للبيئة، جائزة الشيخ راشد للتفوق، جائزة الإبداع لطلاب الإعلام، وغيرها من الجوائز الهادفة.
وكتاب «رؤيتي» أعتقد أنه يستحق القراءة، لأن من يقرأ الكتاب يعرف مدى وضوح الرؤية التي يتمتع بها والتي سببت هذا الأمن والنظام الموجود في دبي، ومن أقواله «لا تنظر إلى الخلف لتراقب من يتبعك، بل تطلع إلى الأمام لتتصدر الجميع» ويقول «إذا أردت ان تكون مبدعا، عليك أن تجازف، لأنك لن تحقق انجازا استثنائيا لو ظللت تتبع من في العربة» ويضيف «الكل يجازف في سباق حياته، لكن أكبر مجازفة هي ألا نجازف».
[email protected]