«إن كثيرا من الشركات الورقية كانت عبارة عن عمليات نهب منظم لأموال المساهمين عبر شركات كانت تطرح وتصاغ بشكل حلو لإغراء آلاف المساهمين في الاكتتاب. أين هي الآن؟ لا أحد يعلم وأين الوعود التي تم إطلاقها من هذه الشركات ومن المسؤول عنها»، و«ماذا حدث في عمليات نهب الاموال عبر بعض الشركات الورقية ومن المسؤول عنها»، كان هذا الحديث عبارة عن مقاطع من الجمعية العمومية الخاصة لشركة مجموعة الأوراق المالية، وكان الحديث للسيد: علي الموسى، رئيس مجلس الإدارة، وأضاف «نحن نشجع على المحاسبة والمساءلة لنا وللغير».
وفي وقت سابق، قام الموسى كذلك بالإفصاح عن معلومات مهمة وأساسية وذلك لمساهمي الشركة عن استثمارات الشركة داخليا وخارجيا، وتضمنت استثمارات في سوق الكويت، قطر، تونس، وكانت تحت بند معلومات وإيضاحات مهمة، وقال الموسى «الشفافية يجب أن تكون من صميم العمل، ومن حقوق المساهمين والمستثمرين أن يعرفوا ما يدور بداخل شركاتهم»، وقال «التصنيفات المحاسبية لا تعطي صورة واضحة أو انطباعا حقيقيا عن الموازنة لذلك الإيضاح الإضافي مطلوب»، وقد قام الزميل محمد الاتربي من «القبس» بعمل ملخص يستحق القراءة عدد 13315، وكان عن نفس الموضوع وبتحليل أكبر.
إن ما قام به الموسى يعتبر نقطة مهمة إن لم تكن فاصلة في تاريخ الاقتصاد الكويتي، والتي تدل على مدى الشفافية والنضج والصدق والأمانة والإخلاص، لذا استحق أن يكون رجل المرحلة، خاصة أن الناس عموما والمستثمرين خصوصا في الازمات يريدون معرفة مصير أموالهم، وأين ذهبت هذه الأموال.
كان كلام الموسى واضحا في الإفصاح عن هذه البيانات ولذلك استحق قبلة على جبينه، وذلك لو علمنا أن هناك شركات قامت بشراء أصول بملايين الدنانير من غير أي جدوى اقتصادية، وشركات أخرى مساهمة تم تحويلها لشركات عائلية، للأسف، وأخرى قامت بالاستثمار في أماكن لا تستطيع الذهاب إليها نتيجة عدم توافر الأمن بهذه البلدان.
ما حصل لبعض الشركات المساهمة يستحق التوقف عنده كثيرا، ومع الأسف لم نجد أناسا في هذه الشركات يمتلكون شجاعة الموسى، وأستغرب أنهم مازالوا يمارسون أعمالهم، فها هي مجموعة الأوراق المالية تعطيهم درسا مهما وحيويا وفعالا في نفس الوقت، وكأني بالموسى يقول لهم: يجب عليكم التركيز على أعمالكم، وحماية أموال المساهمين التي لديكم، لإرضاء ضمائركم أولا، ولأنكم مساءلون أمام الله تعالى ثانيا، فشكرا جزيلا يا أبا هاشم.
[email protected]