أصدر رؤساء 9 صحف محلية بيانا مسؤولا ينم عن بعد نظر لما يثار من فتن متنوعة على صدر الصفحات اليومية لبعض الصحف المحلية، حيث رفض هؤلاء المجتمعون مايثار من فتن طائفية وقبلية وفئوية، وحملوا الحكومة مسؤولية محاسبة المتجاوزين لهذا الأمر، كما ذكروا في بيانهم مسؤولية والتزام مؤسساتهم الصحافية بالمحافظة على الوحدة الوطنية، وهم يشكرون على ذلك.
أعتقد أننا بحاجة إلى وقفة جادة لمحاسبة المقصرين، وتطبيق القانون على المتجاوزين الذين أوصلوا الأمور على ما عليها اليوم. ولا شك أن وزارة الإعلام يقع على عاتقها المسؤولية الكبيرة في هذا الملف الشائك والمهم في نفس الوقت، ولو تمت محاسبة كل مقصر منذ البداية على تقصيرة وطبق علة القانون لما وصل الحال إلى ما هو عليه اليوم. نحن أمام عالم مفتوح، والذي أصبح فيه تكلفة القناة الفضائية تساوي ربع تكلفة الصحيفة اليومية، فنحن أمام هذا الفضاء الرحب، لا يمكن أن ندير الإعلام بنفس العقلية السابقة عندما كانت لدينا قناة أو قناتان بالكثير. يجب أن يكون هناك حل وفي أسرع وقت بعد دراسة عميقة، وإن أدى هذا الحل إلى إلغاء وزارة الإعلام بالكامل وإيجاد هيئة مستقلة لذلك، فدولة قطر الشقيقة لديها قناة الجزيرة التي وصلت سمعتها لكل أرجاء العالم، وتدار بمهنية عالية، وليس لديها وزارة إعلام، لماذا لانستفيد من هذه التجربة المشرقة؟، لماذا لاندير الإعلام بعقلية القطاع الخاص؟.
نحن في أمس الحاجة اليوم لتطبيق القانون أمام هذا الفلتان الإعلامي الحاصل، ويجب على وزارة الإعلام القيام بواجبها لوقف هذا الفلتان الإعلامي الخطير، والذي ينظر بمستقبل إعلامي مشئوم إن لم يطبق القانون، آن الأوان لإيقاف المسچات التي تسيء للآخرين في التلفاز، وقبل ذلك وضع خطة عمل تكون بمثابة خارطة الطريق للوزارة.
ولا يخفى على عاقل حجم الاحتقان والتراشق المذهبي الموجود على الساحة الكويتية، والذي سببه غياب روح التسامح لدى من لا يريد الخير لوطنه، والذي أدى إلى ما نحن عليه اليوم. نحن بحاجة إلى تدريس مادة التسامح في المدارس، وقبل ذلك في المنزل للطفل من قبل الأب والأم، وأن نترك لغة إذكاء روح الاختلاف والخصام، وبناء روح التحاور وقبول الآخر على ما لديه من اختلاف، على الأب والأم تحديدا ترك تعليم أبنائهم «اللي يطقك بالمدرسة طقه» وأن نبدلها بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم»، ويعودانهم على لغة العفو والصفح ومقابلة الإساءة بالإحسان، إذن هناك مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة والإعلام.
وفي النهاية، يجب أن نعي جيدا بأن إثارة النعرات الطائفية والفئوية والقبلية ليس فيها مستفيد ورابح فالكل خاسر، وقبل ذلك فإن الخاسر الأكبر هو الوطن الذي هو في أمس الحاجة إلى كل طاقة من طاقات أبنائه لبنائه من جديد وفق الخطة التنموية، وانظروا إلى بعض الدول التي مزقتها الحروب الطائفية لسنوات، ماذا استفادت غير التأخر عن قطار وركب العالم المتحضر.
[email protected]