قام الملياردير الشهير بيل غيتس بإنشاء مؤسسة خيرية وتبرع لهذه المؤسسة بأكثر من 28 مليار دولار، ومهمة هذه المؤسسة دعم المشاريع الإنسانية بمختلف أفرعها الصحية والتعليمية وغيرها من المشاريع، وتبرع كذلك بمبلغ 3 مليارات للمؤسسات الصحية ومؤسسات مكافحة الإيدز والملاريا في العالم الثالث، ومبلغ 2 مليار للمؤسسات التربوية، والتبرع لجامعة كمبريدج البريطانية، وتأسيس صندوق بمليار دولار لدعم السود في التعليم.
والذي يدير مؤسسة بيل غيتس والد بيل غيتس، وهو ويليام غيتس، ومن بين أهدافها الأساسية «تقليل التفاوت الهائل بين مستوى المعيشة التي نحياها ومستوى معيشة الناس في العالم النامي»، وقال غيتس في أحد اللقاءات إنه يشعر بأن عليه واجب ضمان أن تصل أمواله «إلى المجتمع الدولي بالطريقة التي تحدث أكبر أثر إيجابي».
وفي عام 2008 ترك بيل غيتس العمل كمدير تنفيذي لشركة مايكروسوفت، وعين مكانه كرئيس للشركة ستيف بالمر الذي يعرفه منذ فترة الدراسة في جامعة هارفارد، فقد أصبح يعمل بشكل جزئي بالشركة، وقرر غيتس التفرغ للعمل الخيري، وتعد المؤسسة الخيرية التي أسسها هو وزوجته أكبر جمعية خيرية في العالم والممولة من ثروته، ويقول «استطيع أن أفعل أي شيء أضع كل تفكيري فيه».
ومن نافلة القول أن نذكر بأن بيل غيتس وصديقه الحميم وارن بافيت أطلقا مبادرة تحمل اسم «تعهد العطاء»، وهي دعوة منهم لأثرياء أميركا بالتبرع بنصف ثرواتهم للعمل الخيري سواء أثناء حياتهم أو حتى بعد وفاتهم، وقد سمت وسائل الإعلام الأميركية هذه الدعوة بـ «تحدي المليارديرات»، وقد استطاع الصديقان الحميمان إقناع أكثر من 40 ثريا من أثرياء أميركا للتبرع بنصف ثرواتهم أو جزء منها وحثهم على ذلك، ومن هؤلاء الذين استجابوا للدعوة لاري إيلسون وتقدر ثروته بـ 28 مليار دولار، وعمدة نيويورك والذي تقدر ثروته بـ 18 مليار دولار، ومستثمرون كثر آخرين كثر مثل أوبرا وينفري ومؤسس الـ «سي إن إن» كذلك قاموا بنفس الشيء، أي أنهم تبرعوا بجزء من ثرواتهم لأعمال الخير.
أما إذا نظرنا حولنا فسنجد من تبرع أو من نذر نفسه للعمل الخيري، فمن الذين قاموا بالتبرع بأموالهم على سبيل المثال وليس الحصر فعلى رأسهم المرحوم العم: بوبدر المطوع رحمه الله تعالى، ورجل الأعمال بدر شيخان الفارسي، وهناك عوائل كويتية لا تكاد تجد منطقة بالكويت إلا ولهم مسجد أو صالة أفراح مثل عائلة الزبن وفقهم الله، أو من نذروا أنفسهم للعمل الخيري مثل العم د.عبدالرحمن السميط والعم أحمد الفلاح ابويوسف، أو حتى الجمعيات الخيرية من جمعية الإصلاح الاجتماعي وجمعية إحياء الثراث الإسلامي لهم دور في توصيل المساعدات للمستحقين، ولكن الذين يتبرعون وينفقون الأموال لأعمال الخير مازالوا قلة إذا نظرنا إلى حجم التجار الذين يملكون الثروات، وهذه دعوة لهم للتبرع بأموالهم لأعمال الخير والبر، خاصة أن ديننا الحنيف يأمرنا بذلك وقد وعد الله تعالى بالأجر الكبير للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله تعالى خاصة ونحن في شهر رمضان الفضيل، أعتقد أن طبيعة الحياة السريعة أثرت كثيرا على قيمنا الإسلامية السمحة وخاصة الإنفاق والتبرع للفقراء والمعوزين، فنحن بحاجة إلى أن نذكر بها ونربي أبناءنا عليها.