من المستحيل أن تجتمع قلوب الناس على محبة إنسان معين من غير أي اتفاق، وتجد قلوبهم معه، إلا إذا تمتع هذا الشخص بصفات طيبة قل أن توجد في غيره.
نعم، لقد اجتمعت قلوبنا على حب ابن الكويت البار ومبدعها وصديق الملوك في نفس الوقت العم خالد يوسف المرزوق، يرحمه الله، حيث عرف أنه كان يخوض غمار البحار رغم وجود الأمواج المتلاطمة والكبيرة، ولكنها الخبرة والثبات والصمود أمام كل التحديات التي واجهها في حياته، فأثمرت هذه الإنجازات الواضحة للعيان، حيث انه أول من أسس المدن البحرية ذات الطابع الفريد، وبعد ان كانت الأرض غير صالحة للاستخدام، حولها إلى مدينة عصرية يتحدث عنها القاصي والداني. بالإضافة للعديد من الشركات، وكان له السبق دائما في ذلك.
إن أبا الوليد (يرحمه الله) قد فارقنا، ولكنه بقي معنا بصورته المبتسمة دائما، ببشاشته المعهودة، بمشاركة عواطف الكثيرين له الذين لم يصرف لهم الأموال يحبوه كما يفعل الكثير من الناس في هذا الزمان لكي يسمعوا ما يطربهم أو يمدحهم، ولكن المرحوم لم يكن كذلك أبدا.
إن الكويت اليوم بجميع طوائفها حزينة على فقد المرحوم، وبالتأكيد لم يطلب منهم أحد ذلك، ولكنها العفوية التي لديهم تجاه أبي الوليد، وردود الفعل لم تتأخر في التعبير عن ألمها وحزنها في نفس الوقت، ونحن نراهم يندفعون اندفاعا للتعبير عما في نفوسهم.
وإن صاحب الشهرة عموما، لا يحلم بأن يحصل على هذا التدافع الكبير والهائل في نفس الوقت بموكب تقديم العزاء الذي لم يطلب من أحد، ولكنه أتى بعفوية وبكل تقدير ومحبة ووفاء.
إن أبا الوليد، رحمه الله، كان رجلا مبدعا، صادقا، واستحق كل هذه المشاعر تجاهه، بل أكثر من ذلك بكثير وأنه لا يحتاج أن نعرف أحدا به، لأنه واضح وضوح الشمس للعيان.
إنها مسيرة خالدة وطويلة من العمل والجهد والمثابرة من أجل بناء ورفعة الوطن، ويمثل صورة بهية مشرقة في تاريخ الكويت.
رحم الله الفقيد برحمته الواسعة، والله نسأل أن يصبر أهله، ويرزقهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
[email protected]