في العادة عندما تحدث مشكلة، فإنك تبدأ بالبحث عن الحل، وعن الذي يواجه هذه المشكلة بكل حزم وقوة وصدق، لإيجاد حل ومخرج لهذه المشكلة، ولعل من الأمور الطبيعية في حياتنا اليومية، أن نقوم بمدح أحد الأشخاص نتيجة التصرفات الجيدة التي قام بها، أو العكس نتيجة تصرف سيئ، ولكن هناك شخصيات في المجتمع نحتاج أن ندرس تاريخهم، إضافة إلى النظر إلى حياتهم من زوايا متفرقة ومختلفة، حتى نستطيع أن نتفهم ونفهم طبيعة حياتهم، واعتقد بأن العم أحمد السعدون أحد هؤلاء الشخصيات، التي نحتاج أن نضع المجاهر الفاحصة والكاشفة على الزوايا المختلفة من حياته، وحتى نستطيع أن نفهم طبيعة شخصيته الفذة والنادرة الوجود في مثل هذه الأيام، أيام التنازل وتقديم القرابين لبعض الأشخاص من المسؤولين للفوز برضاهم ومن بعد ذلك تبعات هذا الرضا يكون الإغداق المالي والنفوذ السياسي خاصة من أناس كنا نتوسم فيهم الخير، فخيبوا الظن بمواقفهم.
إن النائب أحمد السعدون في حقيقته نائب واحد، ولكنه بمواقفه الصلبة، وعزيمته وشكيمته وجهره بالحق، ودفاعه الشرس عن المال العام، يعبر عن مجموعة كتل أو كتلة متماسكة بعضها مع البعض.
لعل من المناسب ان ننصح كل شاب يريد التوجه للعمل البرلماني أو السياسي، أن يدرس سيرة حياة السعدون، ليأخذ منها العظات والعبر، وهو يستحق أن يكون مثلا أعلى لكل عامل في ميدان السياسة، ووجود السعدون يشعرك بالأمان والاطمئنان في القضايا التي يكون فيها أو يتدخل ويضع لمساته الأولى والأخيرة عليها.
ان بحر السياسة عميق جدا، ولا يجيد السباحة في هذا البحر إلا المهرة من السباحين، حيث ان هناك العديد منهم غرق في هذا البحر بمجرد ان وضع رجله في المال، عفوا أقصد الماء، وكنا نتوقع منه أن يكون ماهر السباحة، ولكن «قاتل الله السياسة».
ان الذي دفعني لكتابة هذه الأسطر ـ وأعتقد بأني مازلت أجهل شخص العضو الكريم، لأنه بلا شك أكبر وأرفع وأقدر مما ذكرت ـ هو مشاعري تجاهه، والذي أكن له كل احترام وتقدير، وهو يستحق ذلك بل أكثر، وهنيئا لكتلة العمل الشعبي، وجود النائب الذي يساوي كتل مجتمعة معهم، وفي صفوفهم، ولا عزاء للآخرين.
[email protected]