ليس من الصعوبة أن نتحدث عن المشاكل التي كان يعاني منها المواطن العربي قبل سنوات حجما وكما، في حين أن أرقي الانتخابات التي كانت تجري في البلدان العربية كانت النتيجة تفوق 99% لصالح الرئيس طبعا. ودائما عندما تؤخذ عينات معينة من أجل إجراء التجارب والاستبيانات عليها والنتائج بلا شك ستكون متباينة، أما أن نجد ملايين من مواطني العالم العربي يخرجون بكل عفوية ومن دون أن يطلب منهم أحد ذلك للتعبير عن رأيهم، وبمختلف طوائفهم ومللهم مطالبين بحرياتهم وبموقف رجل واحد، فإن هذا الأمر لم يحدث من قبل ولم أقرأ عنه، بل وفاجأ معظم بيوتات الدور الاستشارية.
في المقابل نجد أن الأنظمة تخبطت للتصدي للثورات وبأن مدى هشاشة أنظمتها المستبدة، فأخذت تصدر البيانات المتضاربة، وتعد بالإصلاح والحرية والديموقراطية ولكن المشكلة لدى فخامة المواطن العربي بأنه أصبح لا يصدق ما يقوله هذا النظام ولأنه جربه على مدى سنوات بل وعقود، بل والذي يدعو للدهشة هو أن أغلب المحامين الذين عينهم النظام من فنانين ومفكرين ورجال المال وأحزاب ورجال دين كانوا محامين فاشلين لقضية فاشلة وبامتياز.
وفي هذه الظروف نجد أن بعض أشهر الفنانين العرب يقول: «إن واجب الجيش ليس محاربة إسرائيل بل حفظ النظام الداخلي»، أما المفكرون فأصبحوا أضحوكة نتيجة سماجة الفكر الذي يخرج عبر القنوات الفضائية للدفاع عن الظالم، وبعضهم فضل السكوت فسلم.
ولكن ما أقلقني هو بعض رجال الدين الذين كنا نكن لهم كل احترام وتبرير فأخذوا يدافعون عن الأنظمة المستبدة، وهم الذين تعلمنا منهم أن العدل قرين الصلاة وأن العدل قرين الشريعة الإسلامية السمحة.
ويقول الحسن البصري «إن ظلم السلطان هو أعظم الموبقات»، و«قارن بين عهد الخلفاء الراشدين وعهد بني أمية، من خلال نموذجه الشهير: الحجاج: فقال: كان الناس في عهد الراشدين يدخلون في دين الله أفواجا، وأراهم في عهد الحجاج، يخرجون منه أفواجا».
وذكر عديد من المفكرين كابن خلدون وابن تيمية، ان الله ينصر الدولة الكافرة إذا كانت عادلة على الدولة المسلمة إذا كانت جائرة.
إذن فمن نافلة القول نقول ان فخامة المواطن العربي أدرك ما يدور حوله، فترك كل المسميات وتوجه بنفسه لأخذ حقه وقبل ذلك حريته، ولأنه أدرك أن للحرية ثمنا وتستحق أن يضحى من أجلها، كما نتمنى من الجيوش العربية العظيمة استخدام الرصاص المطاطي بدل الرصاص الحي كما تفعل إسرائيل لتفريق المتظاهرين وكما قال أحد المتظاهرين.
[email protected]