كانت مصر على موعد بل وليلة تاريخية مفصلية في تاريخ وحياة مصر الجديدة.. والعالم العربي عموما، حيث كان الجميع في حالة ترقب وحبس الانفاس لظهور النتائج الرئاسية، والتي جاءت مفاجئة وعلى غير المتوقع، خاصة بعد صعود المرشح الرئاس أحمد شفيق للمركز الثاني والتابع للنظام السابق وهو من أبرز أركانه، والمرشح الناصري صباحي للمركز الثالث والذي أدهش الجميع بهذا الصعود غير المتوقع، واللافت هو وقوف مرشحي الرئاسة في طوابير مع الجماهير بالساعات.
اما مرشح جماعة الإخوان المسلمين د.محمد مرسي فجاء في المركز الأول وكان ذلك متوقعا من المراقبين والمتابعين للانتخابات المصرية، حيث إنها الجماعة الأكثر تخطيطا وتنظيما، كما أن البرنامج الانتخابي لمرسي كان من افضل البرامج الانتخابية على الاطلاق وهذا بشهادة الكثيرين وأهل الاقتصاد، وسوف يدخل الاعادة مع شفيق في جولة الإعادة والتي ستجرى يومي 16 و17 يونيو المقبل.
في جولة الإعادة اعتقد أن د.محمد مرسي سيفوز بكرسي الرئاسة ويكون أول رئيس مصري جاء بانتخابات حرة ونزيهة، خاصة بعد دعم مرشحي الرئاسة الذين لم يحالفهم الحظ وشباب الثورة الذين سينحازون لمصلحة الوطن ولا يعود مرشح الفلول، الذي جاء صعوده نتيجة تخويف غير المسلمين ووقوف كثير من الدول العربية معه قلبا وقالبا.
ولكن يبقى التحدي الكبير بعد الانتخابات الرئاسية فهناك الكثير من التحديات الخارجية والداخلية، الخارجية عبر اعادة مصر لمكانها الطبيعي لتتصدر وتكون في طليعة الدول العربية وترتيب علاقتها مع الدول الخارجية، أما على الصعيد الداخلي فبناء الإنسان المصري وإعادة الثقة له والتي سلبت منه في السابق وايجاد عيشة كريمة له، والابتعاد عن العواطف والانتقال للعمل الجاد وهذا هو التحدي الأكبر.
أمام الرئيس المصري القادم نموذجان ماثلان وهما التركي والايراني، النمودج التركي حزب «العدالة والتنمية» الذي ينطلق من المصلحة التركية أولا، والذي اخرج تركيا من العزلة الى العالم الرحب الفسيح، ولعل الأرقام في الاقتصاد التركي خير شاهد على ذلك. والنموذج الايراني الذي أفقر ايران وجعلها في مصاف الدول الفاشلة والمتخلفة نتيجة سياسة خرقاء لا تعترف بالحوار ولا بالآخر وأنفق المليارات على الخارج ودعم جماعات مثل «حزب الله» بينما الانسان الايراني لا يجد قوت يومه.. فلتختر مصر النموذج الذي تريد.
akandary@