اصبحنا نستيقظ في كل يوم تقريبا على اخبار مجزرة تحدث لأطفال ونساء ورجال سورية وبشكل بشع جدا ومخالف للفطرة الانسانية فالعالم شاهد مجزرة الحولة وكيف تم فيها قتل الابرياء بكل سادية وحقد وانتقام في النفوس، وما هي إلا أيام حتى صحونا على مجزرة جديدة أسوأ واعنف من سابقاتها في القبير.. ثم في درعا وبعدها يقوم شبيحة النظام بإزالة آثار جرائمهم وكل هذا لم يكن ليتم لولا وقوف الروس مع النظام السوري بكل هذه القوة والروس دائما يقفون مع المجرم في تاريخهم الحديث من البوسنة والهرسك مرورا بدعمهم للقذافي والآن مع جزار الشام بشار.
النظام السوري ساقط لا محالة وبدأت الحلقة تضيق جدا عليه، ولعل من محاسن وقوف الروس معه هو انه لن يستطيع احد من اركان النظام ان يفلت من قبضة الشعب السوري بعد سقوط النظام والذي اصبح مسألة وقت.
ولكن اللافت وغير المفهوم هو وقوف البعض مع النظام السوري الى اليوم وهم يرون كل هذه المجازر التي ترفضها وتلفظها الفطرة السليمة والضمائر الحية بالوقت نفسه، ثم يدعي حبه لسيدنا الحسين رضي الله عنه ويتحدث كيف انه قتل على ايدي مجموعة من الظلمة ثم لا يعترض ولا يتحدث ولو بكلمة واحدة عن مجازر طاغية الشام وجزارها بشار وهو يقتل الاطفال صباح مساء وأمام الامهات؟!
لو كان سيدي الحسين رضي الله عنه بيننا اليوم هل كان سيرضى بقتل الاطفال والنساء والرجال العزل؟! لا اعتقد ذلك ابدا وهو سبط الرسول صلى الله عليه وسلم والذي كان يقف دائما بجانب المظلومين، كيف يجيز ضمير من يدعي حب سيدنا الحسين رضي الله عنه هذا التطهير العرقي الذي يتم في المدن السورية اليوم وهل سنصدقه اذا تحدث بعد اليوم بأنه يقف الى جانب المظلومين والمحرومين في العالم وان له قضايا عادلة؟!
ان سيدي الحسن رضي الله عنه خاطر بحياته من اجل المصلحة العامة وعودة الشرعية لأصحابها فقتل مظلوما وظلما ومثلت بجثته مثلما يمثل اليوم «هولاكو الشام» بشار بالاطفال العزل والرضع في الشام تلك الأرض المباركة والتي اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ببركتها.
ان من يقف مع نظام متهالك ساقط لا محالة هو انسان خاسر، فكيف ان كانت له قضية ومطالب عادلة، وللاسف سيزيد من مشاعر العنف والكراهية لكل من يقف ووقف مع النظام السوري الذي يرتكب المجازر اليومية ضد شعبه الاعزل الذي طالب بحريته.
ومن المفارقات في سورية ان الثورة السورية بدأت بالاطفال في درعا عندما كتبوا على احد الجدران «جاك الدور يا دكتور» واليوم مجازر الاطفال في الحولة والقبير ودرعا هي كذلك ستشكل نقطة التحول في الموقف.
akandary@