ما الذي يجري بمصر الآن؟
لماذا لا يريدون الاستقرار لمصر؟
من كان يتوقع أن تصل الأمور في مصر إلى هذه المرحلة؟!
لو تحدثنا إلى المختصين والمخضرمين من رجال السياسة قبل أيام حول توقعهم لمستقبل السياسة المصرية وماذا سيحدث، بالطبع لم يكن يتوقع أحد منهم أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه الآن، خاصة هذا الفراغ الدستوري الكبير والخطير بنفس الوقت، وفي هذا الوقت الحرج وبالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، ومن الواضح أن هناك من يدفع لعدم الاستقرار السياسي في مصر، في ظل حل البرلمان وما ترتب عليه من آثار... والإبقاء على مرشح الفلول، مما أثار حفيظة مرشح الإخوان المسلمين وتخوفهم من التلاعب بالنتائج وتزوير الانتخابات وعدم قبول النتائج إن تم ذلك، وحتى الرئيس القادم سيجد صعوبة في إدارة الدولة في ظل هذا الفراغ الكبير.
المرحلة القادمة ستكون صعبة على مستقبل مصر، والغموض هو سيد الموقف، والسؤال المهم هو أنه إذا كان البرلمان غير دستوري فلماذا سمح بإجراء الانتخابات إذن؟ وهل سيتم إبطال نتائج الانتخابات الرئاسية لو جاءت على عكس ما يريده من يتآمر على الثورة كما تم إبطال نتائج البرلمان عن طريق المحكمة الدستورية؟ أم أن المجلس العسكري أصلا في حيرة من أمره؟
من الواضح أنه لو نجح مرشح النظام السابق الفريق شفيق فإن مصر ستشتعل مرة أخرى وأكثر من السابق، وقد تكون هناك أعمال عنف واسعة، أما لو نجح مرشح الإخوان د.محمد مرسي فإن المجلس العسكري والنظام السابق لن يسلم له السلطة، خاصة أنه يرى أين يجلس الرئيس المصري السابق حسني مبارك، فهل سيسلم السلطة بكل سلاسة؟ أشك في ذلك وأتمنى أن أكون على خطأ.
ما يجري في مصر الآن هو نتيجة طبيعية لحكم الاستبداد الذي تم خلال السنين السابقة، فقد عانى المصريون الكثير من الظلم والاضطهاد وبمختلف المسميات، والنظام مازال يمسك بمفاصل الدولة وفي مختلف الأجهزة، وكل ما حصل أنه تغير فقط الرئيس ولم تتغير السياسة، وهذا ما لا يريده من قاموا بالثورة المصرية، والنظام السابق يحاول إرجاع عقارب الساعة للوراء، وهذا الأمر لن يحدث...إذن فالمواجهة من الواضح أنها قادمة وقد تكون دامية.. لا سمح الله.
بينت الأحداث المصرية بوهم المؤامرة خاصة من الغرب والتي تعشعش في العقلية العربية، وأن من يتآمر على العرب هم أنفسهم ومن بني جلدتهم من العرب والعسكر، ومن أنظمة مستبدة حكمت لعشرات السنين وأفقرت شعوبها بشكل فظيع ومخيف بنفس الوقت... ولكن أعتقد أن المستقبل بلا شك سيكون أفضل، ولكن يحتاج إلى تكاتف جميع القوى السياسية والشعبية.
akandary@