ولا بالأحلام.. من كان يعتقد أن الجيش السوري الحر قادر على اختراق النظام السوري إلى هذه الدرجة، بل ويصل إلى الدائرة الضيقة التي تعتبر من أهم ركائز بل مفاصل النظام الدموي السوري، وتمتد أيديهم إلى خلية الأزمة والتي تتكون من نخبة النخب من رجالات الأسد والذين كانوا يقمعون العزل بلا هوادة ولا انسانية، ولعل وصية آصف شوكت لرجاله بحمص خير مثال على ذلك عندما قال لهم: «افعلوا كل شىء بحمص إلا الرحمة»... أي نظام دموي هذا.
ويقال ان خلية الأزمة تضم مجموعة من الوزراء كوزيري الداخلية والدفاع، ومديري الأمن ورؤساء الشعب المختلفة الألوية إضافة إلى قائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد، وأعتقد أن هذا الاجتماع ضم عددا كبيرا من رؤساء المخابرات ومن دول مختلفة عربية وأجنبية وبعض قيادات حزب الله وفيلق القدس، والعديد من الأسماء التي لم تظهر إلى الآن وهي مصابة إصابات بليغة، والأيام القادمة ستكشف الحقيقة وتظهر للعلن.
وسواء كان التفجير وتفخيخ مقر الاجتماع الخاص بخلية الأزمة من فعل النظام نفسه لشعوره بانقلاب وترتيبات تتم من ورائه أو كان من تنفيذ الجيش السوري الحر فإن النظام السوري لن يستفيق من هول الصدمة أبدا وحدث بسبب عزيمة وإرادة الثوار وصبرهم العظيم وسيتقدم الثوار إلى المدن الرئيسية بشكل كبير ولافت، ويعطي دفعة معنوية كبيرة لأفراد الجيش الحر، كما يتسبب بتقهقر كتائب الأسد وزيادة واتساع حجم ونوعية الانشقاقات فيها، وسقوط المنافذ الحدودية خير مثال على ذلك، ولم يتوقع أو أسمع لأحد الخبراء والسياسيين المختصين من تنبأ بمثل هذه العملية النوعية وتقدم الجيش الحر بهذه القوة والذي يعني أن لديه إمكانات فاقت كل توقعات المحللين.
الأسد الآن جريح إن لم يكن به نزيف، والأسد الجريح في العادة يكون خطره أكبر من السليم، وقد يرتكب حماقات ومجازر لا تخطر على بال أحد في الأيام القريبة القادمة، ولدي شك بأن النظام السوري يستطيع أن يكمل شهر رمضان ولن يرى العيد بإذن الله تعالى... وقد يسقط في أي لحظة، لكن متى وكيف؟، لاشك أن ما يحدث الآن هو بداية النهاية لنظام شرس دموي جثم على صدر الشعب السوري لسنوات طويلة، وكان يتاجر بالقضية الفلسطينية وأنه نظام ممانعة، بل أصبح من الواضح أنه من أقرب الناس للنظام الإسرائيلي.
لعل أبرز الخاسرين من سقوط الأسد هم الروس، ويبدو أن التسهيلات التي كان يقدمها النظام السوري لن تظهر إلا بعد سقوطه، وسنرى كيف باع الأسد البلد للروس، ومع كل الذي فعله الروس بسورية من وقوفهم مع الظالم ضد المظلومين فإن انتقاد العرب لهم لن يكون كبيرا، بسبب أن عقدة العرب مع الغرب وليس روسيا، لأننا دائما نعيش على وهم المؤامرة من الغرب.
أما خطاب حسن نصرالله فكان غير متزن، وستكون له آثار جانبية سيئة على المستقبل اللبناني، كيف يستطيع ضميره أن يترحم على جلاوزة النظام السوري ويصمت أمام وقع هول المجازر بحق الأبرياء من الأطفال والنساء؟ إننا كنا نعيش خدعة كبيرة اسمها... المقاومة والممانعة.