نوف العمودي.. طالبة سعودية تدرس في كلية الطب، أعلنت عن حملة لتعدد الزوجات وذلك للقضاء على مشكلة العنوسة في المجتمع بسبب كثرة العوانس وفق الإحصاءات المنشورة، وقد تباينت الآراء في موقع التواصل الاجتماعي وخاصة «تويتر» ما بين مؤيد ومعارض وموافق ولكن إن توافرت الشروط.
العنوسة.. ظاهرة قد تكون موجودة في أغلب المجتمعات، ولكن عدم مناقشة الأسباب وإيجاد الحلول الناجعة لها هنا تكمن المشكلة، وزادت نسب العنوسة عندما تركنا العمل بالهدي النبوي الشريف الذي يقول: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، وتمسكنا بعادات وتقاليد بل وقدمناها في كثير من الأحيان على وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان أغلب الشباب دخولهم بالكاد تكفي لبناء أسرة بسبب ارتفاع المصاريف، نأتي ونطلب مبالغ يعجز عنها وعن دفعها إلا من خلال القروض، ووضع العراقيل والشروط التعجيزية أمامه، فهذا بالطبع سيؤدي لعزوف الشباب عن الزواج، والبحث عن طرق أخرى منها الزواج من الأجنبيات.
لكن هناك أسبابا أخرى قد تكون سببا مباشرا في ازدياد هذه الظاهرة خاصة في المجتمعات الشرقية، وهي سوء الإدارة الموجودة في البلدان العربية، وانتشار البطالة وعدم توافر السكن المناسب للشباب، وإذا كان قطار المنتظرين للسكن يصل إلى 100 ألف طلب إسكاني والعدد في ازدياد في كل عام، فهذا بالطبع سيؤدي إلى فتور الشباب عن الزواج، إضافة إلى ايجار شقة صغيرة قد يصل إلى 600 دينار، فهل سيفكر الشباب في الزواج؟
وأغلب المجتمعات التي فيها خلل في التفكير هي التي تنظر إلى العانس بعين الريبة والشك، وهو مصطلح فيه الكثير من التعسف والإهانة في الوقت نفسه، ويطلق على المرأة إذا تأخرت عن الزواج وفي الوقت نفسه تسمع لأحاديثهم عن الأخريات اللاتي أنجبن وكون الأسر، فيجعلها تصاب بالإحباط وتجنب هذه اللقاءات. ولكن هل الدعوة التي أطلقتها «العمودي» وهي التعدد حل لهذه الظاهرة؟
إن من ساهم في انتشار ظاهرة إنكار «تعدد الزوجات» هو الإعلام، حيث صور أن التعدد جريمة وخيانة يفعلها الرجل تجاه زوجته الأولى، حتى خرج مسلسل وحيد متزن ومتوازن في نظرته للتعدد وهو «الحاج متولي» والذي أشاد به الشيخ د.يوسف القرضاوي.
وتجد صنفا من الناس تزوج ثانية فظلم الأولى، وتركها تواجه مشاكل الحياة مع أبنائها وحدها ولا يعرف عدد أولاده، وهناك نوع ثان تزوج بثانية فأصبحت حياته في جحيم ومشاكل لا يستطيع عليها ولا يطيقها، ونوع ثالث تزوج فعدل بين الاثنتين.. وهم القلة القليلة.
الزواج من ثانية أمر «مباح» والمباح هو ما وجب التخيير فيه بين تنفيذه أو تركه، إذ ليس ضروريا فعله أو تركه. والأصل زوجة واحدة فقط. ويجب ألا ننسى أن البيوت أسرار. وما أجمل الوفاء بعد سنين العمر الطويلة.. بحلوها ومرها!
akandary - [email protected]@