عبدالعزيز الكندري
حوادث تتكرر في مجلس الأمة، ومساجلات متفرقة تتجاوز الخطوط الحمراء، واستخدام عبارات قاسية وعنيفة، إلا أن المرحلة الحالية تتطلب طرحا عقلانيا وهادئا، وإزالة الاحتقان الموجود، حيث ان هناك العديد من القوانين والمشاريع داخل أروقة لجان مجلس الأمة وهي بحاجة إلى تفعيل.
ودور عضو مجلس الأمة الحقيقي ليس فقط داخل قبة المجلس الواسعة، وإنما داخل اللجان المختلفة، وهذه اللجان تمثل المطبخ الحقيقي للمشاريع في البرلمانات المتقدمة، حيث تتم مناقشة المواضيع والقضايا الشائكة، وربما دعت الحاجة الى الاستعانة بأهل الاختصاص لسماع وجهة نظرهم، ودراسة القوانين دراسة مستفيضة، وذلك قبل تحويلها الى قاعة المجلس، مرورا بالقنوات القانونية المختلفة، وعلى النائب عموما، والكتل السياسية خصوصا، توعية الناخب بأهمية دور اللجان في المجلس، وقد تكون من أهم ادوار العضو داخل المجلس.
أما القضايا والاقتراحات والمشاريع الموجودة في اللجان، والتي تحتاج الى الاقرار والنظر والدراسة فهي كثيرة، وهذه بعض القوانين والمقترحات الموجودة في اللجان، ففي اللجنة التعليمية يوجد العديد من القضايا التي مازالت حبيسة الأدراج، وهي اعتبار التعليم مهنة شاقة، وضمان جودة التعليم، وحماية المعلم، وفي اللجنة الاقتصادية، قانون الاستقرار المالي ومشروع هيئة سوق المال، وصندوق المعسرين، وفي اللجنة الإسكانية، تأسيس شركة للإسكان، ومناقشة المناطق العمالية، وفي الجانب البيئي، اصدار قانون حماية البيئة، اما ما يخص قضايا المرأة، فهناك إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية للمرأة، وقضايا متفرقة كثيرة، منها توفير الاحتياجات الخاصة للمعاقين، وفي هذه اللجان يبرز دور عضو مجلس الأمة الحقيقي.
ومن محاسن الاقتراحات التي قدمت، اقتراح مجموعة من النواب وهم: مرزوق الغانم وعبدالله الرومي وحسين الحريتي ود.يوسف الزلزلة، وهو اقتراح بقانون، ومفاده تجريم الطرح المذهبي والقبلي المسيء لبعض فئات المجتمع والذي يتعارض مع مصلحة الوطن ويؤدي الى التفرقة بين أبناء البلد، وقد حصل القانون على موافقة المجلس، وهذا هو الدور الثاني الحقيقي لعضو مجلس الأمة، بتقديم القوانين التي تحافظ على لحمة أهل البلد ومراقبة الخلل والتدخل السريع لإيجاد الحلول.
كل التمنيات والتوفيق لأعضاء مجلس الأمة، ونتمنى ان تنتهي الأسابيع المقبلة على خير وسلام، ليتمكنوا من إكمال مسيرة عملهم في اللجان المختلفة، ويأخذوا قسطا من الراحة والاستجمام، ويعودوا بعد شهر رمضان الكريم لأن اللجان البرلمانية في انتظارهم وهي الدور الحقيقي لعضو مجلس الأمة.