عبدالعزيز الكندري
اسندت الكويت الى مؤسسة استشارية عالمية يترأسها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لإعداد رؤية للبلد وقد اعدت تحت عنوان «الكويت بحلول 2030» وكانت تتكون من الف صفحة، واعطت تشخيصا واضحا لما تعانيه الكويت من إشكالات مختلفة، كما اعطت الاساليب والقنوات المختلفة للخروج من هذا الاشكال، وهذه الخطة تستحق الاشادة اولا، ولأنها وضعت اليد على الجرح ثانيا، واقترحت الحلول ثالثا.
تناولت الدراسة عدة امور وبينت ان الكويت بحاجة الى اتخاذ قرارات رئيسية واساسية من اجل مستقبل افضل، فلديها من الإمكانيات الكثير والكبير، ودقت ناقوس الخطر في اشارتها الى ان 80% من موظفي الدولة في القطاع الحكومي، والايرادات النفطية تمثل 90% من الدخل والانفاق على التعليم والصحة اعلى من متوسط الانفاق في الاتحاد الاوروبي، الا ان المخرجات والعادات اقل بكثير من مثيلاتها في هذه الدول، وان هناك تذمرا من قبل التجار نتيجة عدم المرونة من الاجراءات الحكومية المختلفة، وعلى الكويت ان تغير مسارها وبوصلتها حتى لا يكون مصيرها التراجع، ولو استمر الانفاق الحكومي على ما هو عليه فسيتحول الأمر الى عجز مالي من 5 الى 8 سنوات.
وبينت ان هناك ابعادا لعملية التغيير الفعال ولتحقيق رؤية 2030، وهي احياء روح المبادرة في اقتصاد الكويت، والذي يتطلب تقليص الروتين الحكومي، بحيث يتم تبسيط الاجراءات، ويصبح تأسيس الشركات امرا سهلا ويسيرا، وذكّرت بضرورة خلق فرص متكافئة ونزيهة في الاسواق واستئصال الفساد، ووضع مالي متين ومستدام، وتطوير وتفعيل الموارد الطبيعية، والموقع الجغرافي للكويت يسمح بذلك، بحيث يتم انتشار نطاق العمليات اللوجستية، ومن اهم الامور تطوير رأس المال البشري، مما يتطلب خلق فرص مهنية مستمرة، وتغيير آلية سوق العمل، تطوير نطاق التعليم وايجاد نظام صحي بمعايير عالمية، وبناء ديموقراطية فاعلة وناجحة، والاحتفاء بالتقاليد الكويتية، وبناء الأمن في عالم متغير.
وذكرت الدراسة انه يجب تأسيس وحدة متابعة وتنسيق خاصة بذلك، وترفع التقارير مباشرة الى رئيس الوزراء، وتحدد الاهداف بدقة، وعمل ادارة اعلامية للمشروع، مهمتها توعية وقيادة الرأي العام نحو هذه الأهداف المرجوة من الخطة، وتعيين متحدث رسمي لذلك.
يجب علينا التفكير في المستقبل، واحداث نهضة وتنمية جادة وحقيقية لأن عدد السكان سيتضاعف عام 2030 كما بينت الرؤية، ومصدرنا الأساسي النفط وهو ثروة طبيعية ومعرضة للنضوب او الاستغناء جزئيا عنه في حالة ايجاد مصادر بديلة، وهناك خطوات جادة بهذا الصدد، والدول الغربية واميركا مستمرة في عمل ابحاث وزيادة ميزانية المبالغ المخصصة لهذه الدراسات، وافضل استثمار هو تنفيذ ما جاء في الدراسة الصادقة والدقيقة.